طيب العراقي
عراقيا نفهم في خلفية الخطاب:- ان القرار البرلماني السياسي، والحضور
الجماهيري العراقي، ودقة الصواريخ الايرانية المباركة التي قصفت القواعد الأمريكية،
وعدم قدرة الولايات المتحدة الامريكية على الرد، دلالة على هزيمتها امام القوتين العراقية
والايرانية، فمن اجل الحفاظ على كرامتها وهيبتها امام الدول والامم، ومن اجل بقائها
ونفوذها في العراق والمنطقة، التجأت بسياسة الكذب والتهديد لتعالج جراحها، وتحافظ على
كرامتها امام العالم.ـ مهما حاولتْ إظهار العكس؛ فالمؤسسـة الأمريكيـة
موقنة أكثـر من غيرها بحتمية الخروج من العـراق، وتستعد لذلك بجدية مجبرة بسولعد اعراقييت واردتهم، وان قالوا غير ذلك لحفظ
ماء الوجه، فأمريكا تدرك أنها قد خسرت موقف الأغلبية الشيعية بعد جريمة الإغتيال، وقضت
وبشكل نهائي على ما كان متوفراً من رؤية سياسية شيعية، تقول بإمكانية بناء و تنظيم
علاقة طبيعيـة بين الدولـة العـراقيـة و أمريكا ..- ان التهديدات الامريكية الاقتصادية والسياسية
هي مجرد تهديدات شكلية لتخويف العراقيين في حال انسحاب القوات الامريكية من العراق،
لان الالتزام والعمل بها يجعل امريكا هي الخاسر الاول والاخير..وأن "أيام الله"
ستتكرر عليها بوتائر أشد قوة ومضاءا.. ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ
أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ الله
إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (5) ابراهيم ...ويتعين أن يدرك
الأمريكان أننا نعيش في زمن لا يعون قيمته..هم يعيشون في زمن الإنحطاط والإنحلال، ونحن
نعيش في زمن صناعة غد مشرق للبشرية سينبلج عن العدالة.- موقف العراق حكوميا وجماهيريا امام الاكاذيب
والتهديدات الامريكية، هو عدم التخوف منها وعدم تصديق اكاذيبها، والاستمرار في المطالبة
بتنفيذ القرار العراقي، الداعي الى اخراج القوات الامريكية من العراق.ـ وبقراءة موقف الحشد الشعبي وفصائل المقاومة
في العراق، فإن الحقيقة التي تعيها الإدارة الأمريكية جيدا، والتي تحاول أن تغطي عليها
بغطرستها وعنجهيتها، هي أن خروجها من العراق والمنطقة بات مسألة وقت ليس إلا، وأن الجنود
الامريكان ليسوا سوى أسرى داخل قواعدهم في العراق ..وأن اي زيادة في القوات الأمريكية
تعني زيادة عدد الأسرى..واي محاولة للانتشار على الأرض العراقية تعد قرار انتحار..