وكعادته يأتي القرآن المجيد ليمنهج هذا الاستحقاق البشري ويأطره بحدود ضامنه لاقتطاف ثماره المرجوة منه.
هذه المنهجية القرآنية تقوم على أساس أن الاستبدال إن كان ولابد منه فانه لاينبغي أن يكون الا على اساس استبدال الافضل بالادني وليس العكس
قال تعالى ((أتستبدلون الذي هو ادنى بالذي هو خير)) 16 البقرة
وهذه المنهجية يحكم بها العقل السوي كذلك. فلا يعقل أن يقوم المرء او المجتمع أو المؤسسة بالسعي للتغيير على أساس دفع الحسن واستجلاب القبح أو على أساس التفريط بالخير لاعتماد الشر .
نعم لا يعقل ذلك . وما أن يغفل المرء أو تُخْدَعَ الامة فتعمد لاستبدال الادنى بما هو خير حتى يهبط أمرها وتنحدر أوضاعها .
وهذا ماكشفت عنه الدلالة البلاغية للقرآن بايراد كلمة {إهبطوا} عقب الاستفهام الاستنكاري على طلب أستبدال ما هو ادنى بالذي هو خير !
((قال اتستبدلون الذي هو انى بالذي هو خير أهبطوا مصرا فان لكم ماسالتم)) 16البقرة
إن هذا الامر يقودنا لاستنكار واستهجان ماطرأ علينا من تغييرات في مراكز السلطة السياسية في العراق على اساس ترسيخ النسق السياسي الجديد القائم على اساس استبدال رئيس الوزراء الادنى بالذي هو خير منه . وهو مايفسر لنا الانحدار والهبوط المستمر في العملية السياسية كلما تقدم بها الزمن
الآيات التي ورد فيها قوله سبحانه ((لعلهم يرجعون)) لعلنا نرجع الى الله عز وجل
• وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٧٢ آل عمران•
• وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٦٨ الأعراف﴾
• وَكَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿١٧٤ الأعراف﴾
• لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٦٢ يوسف﴾
• فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨
• لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٤١ الروم﴾
• وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَىٰ دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢١ السجدة﴾
• وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢٨ الزخرف﴾
• وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٤٨ الزخرف﴾
• وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٢٧ الأحقاف﴾
ـــــــــــــــ
داعش ستعود من جديد “يا بتوع المدارس يا متعلمين”
إياد الإمارة
▪داعش الزمرة الإرهابية ستعود من جديد أشد فتكاً وأسرع حركة وأكثر عدة وعدداً ، قد يكون ذلك بعد أشهر قليلة بعد أن ينهكنا الخلاف السياسي وفيروس كورونا والفاجعة الإقتصادية التي سنمر بها خلال هذه الفترة..
ستعود داعش والقواعد الأمريكية خاوية على عروشها وهي لن تقدم لنا أي دعم كما لم تقدمه من قبل وأكتفت “بالفرجة” علينا ونحن في حيرة من أمرنا كما صرح بذلك البرزاني والمشهداني وأبو الأمة الآلوسي..
ستعود داعش وعلينا ان نواجهها بمفردنا بتشتتنا وصراعات مصالحنا الخاصة الضيقة، بتظاهراتنا ومَن يرقص فيها ويهتف ملئ فمه “وساخة”..
لم نستثمر كل الفرص التي حصلنا عليها وسوف لن نستثمر أي فرصة قادمة وستثبت ذلك الأيام.
قرأنا في كتاب الأحياء للصف السادس العلمي أثناء الدراسة الإعدادية إن الخنفساء أغبى الحيوانات على عكس الدولفين، لأن الخنفساء تقع في كل مرة توضع فيها على حافة الطاولة “غبية”، على عكس الدولفين الذي لا يلامس انفه زجاج الحوض مرة ثانية بعد أن يحتك به لمرة واحدة!
المؤمن في قواعدنا العراقية يلدغ من نفس الجحر عشر مرات وهو لا يفكر أن يمد يده في جحر ثاني على أقل التقادير!
لنجمع امرنا ونتوحد أمام أكثر من خطر فتاك يهدد ارواحنا وذلك قبل فوات الأوان.