اما في الجانب الاخر من العالم وحيث الصين كانت البؤرة الاولى لمرض الكورونا فانها وكنتيجة طبيعية للمواظبة والنشاط الفائق وسرعة احتواء المرض والقضاء على انتشاره الا على مستوى محدود وبالتالي توقفه وبشكل شبه نهائي ، فانها سوف تكون احسن حالا من الجميع وسوف يتعافى اقتصادها الذي لم يتاثرا كثيرا ، بل انه وبحسب بعض التقارير قد جنى ارباح طائلة جراء شراء اصول اقتصادية واستثمارية غربية هرب اصحابها بعد انتشار المرض في الصين ، وكنتيجة لتنامي الاقتصاد الصيني وتطلع العالم باجمعه نحوها خاصة بعد التجربة القاسية والناحجة في قهر المرض والسيطرة عليه ، باتت كثير من الدول تنظر الى الصين وكانها البديل العالمي المتقدم لتشغل الفراغ الذي تشغله حاليا بعض دول اوربا كبريطانيا وفرنسا والمانيا وسوف تكون الند الاقتصادي القوي لامريكا ، خاصة اذا ماعلمنا انها لاتسلك طريق الجشع والاحتكار في تعاملاتها الاقتصادية مع الاخرين ولذلك فانها ستكون الصديق المؤمون الذي تطمئن له الدول في تعاملاتها الاقتصادية ، وبما ان الاقتصاد هو الاساس في الموقع السياسي في عالم اليوم وهو الذي يرسم النفوذ ومساحة النفوذ ، فانه كنتيجة حتمية سيكون للصين نفوذا سياسيا واسعا وعلى مساحة واسعة من العالم وسوف تتغير كثير من المواقع السياسية لدول شغلتها لازمنه بعيدة.
اما العالم الاسلامي فانه حتما سيتاثر وان كان بمقادير مختلفة حسب طبيعة الدول ومدى انتشار المرض فيها والفترة الزمنية التي تتجاوز بها الازمة ، ولكن مع كل ذلك سوف لن تكون بعض الدوب بمنجى من تداعيات هذا المرض وتاثيراته الاقتصادية ، وعلى المدى البعيد يجب ان تعي الحكومات الاسلامي ان الفرصة كل الفرصة في هذا الوقت للتخلص من النفوذ الغربي المتحكم بشكل كبير باقتصادياتها وقرارها السياسية ، فالمستقبل وبحسب هذه القراءة سيوفر فرصة عظيمة لاعادة صياغة المواقف واتخاذ سياسات جديدة تنسجم مع الخارطة السياسية الجديدة للعالم الذي لم تصنعها ايدي البشر بل ستصيغا الاسباب الغيبية ، وبالنتيجة فان يتوقعة البشر غير ماترسمه الايدي الالهية لذلك فان العالم وعلى المدى المنظور سيشهد تغييرات كبيرة في مراكز القوى وسيكون الاقتصاد الاعب الاساسي في هذه التغييرات وسوف يكون فايروس كورونا سببا في انهيار دول وسببا في صعود دول اخرى