نعلمُ بانّّ السياسية هي مصالح وليست قيم و أخلاق ، ولكن ممكن ان تكون مصالح و قيم و أخلاق ، او وبعضاً منها على الأقل . التجّرد المطلق لسياسة دولة من القيم و الأخلاق يجعلها دولة قائمة على الاستبداد وليس القوة ،قائمة على الظلم وليس العدل ،قائمة على الكذب و الافتراء و تُصاب بداء الغباء.
أين مواطن الكذب و الغباء في السياسة الامريكية ، و عرّتهم ، مرّة اخرى ، كورونا ؟
الكذب هو عندما ردّد الرئيس ترامب و رددّ كذلك وزير خارجيته ،السيد بومبيو ،و عدة مرات ، بانهم يكنّون كل الاحترام و يودّون كل الخير للشعب الإيراني ، و امريكا ليست عدواً للشعب الإيراني ! اليوم الشعب الإيراني يعاني الوباء و يواجه الموت ، ما الذي قدّمته او اقترحته امريكا لإيران ، و لدواعي إنسانية ،للمشاركة في محاربة وباء عالمي ؟
الغباء هو عدم اغتنام الإدارة الامريكية فرصة ما تواجه ايران من حالة إنسانية حرجة للغاية ، و مُدعاة للمساعدة و مّد يد العون ،إنْ لم يكْ ذلك بالأفعال ،على الأقل بالأقوال او بالامتناع عن فرض عقوبات أخرى ،حتى و إنْ كانت العقوبات دون ايّ ضرر لإيران !
الغباء هو عدم اغتنام الإدارة الامريكية فرصة ما تواجه ايران ،لتعلن امام العالم استعدادها الكامل لمساعدة ايران في مواجهة الوباء ، لتُظهر للعالم ،على الأقل ،بأنْ ادراة ترامب لاتزال تمتلك نوع من الأخلاق والقيم .
الغباء هو استخدام و استثمار وباء كورونا في فرض مزيداً من العقوبات على ايران ،بدلاً من استخدامه ايجابياً ، ولمّد خيوط تواصل ، و ربما تفاهم مع ايران ،لاسيما ، و من مصلحة امريكا ، وهي مُقبلة على انتخابات رئاسية أنْ تتجنب ايَّ نوع من اشتباك عسكري مباشر او غير مباشر مع ايران . من مصلحة الرئيس ترامب وهو مُقبل على منافسة انتخابية ان يتجنب مقتل ،بين حين و آخر ،عدداً من جنوده في أفغانستان و العراق .
الغباء هو ان يدعو الرئيس الامريكي المواطنين للصلاة والدعاء برّد ضرر وباء كورونا ، وهو يتعاون مع كورونا حين تفتك بشعوب أخرى تتصارع مع الوباء ، من خلال فرضه عقوبات او منعه البنك الدولي من منح قروض لتلك الشعوب لمواجهة الوباء .
الغباء يتجسّد حين تستغل امريكا ، وهي دولة عظمى ، حالة الوباء لأغراض سياسية تجاه الصين ، فتنعتْ الفايروس ، بالفايروس الصيني ، و تستغل الوباء لأغراض تجارية و تحاول استغفال او اغراء المانيا ببراءة اختراع وإنتاج وتسويق اللقاح .