انتحر شيفر ..لتبقى المانيا

عبد الزهرة البياتي

لم يكن صباح الاحد التاسع والعشرون من اذار الحالي يوما عاديا كباقي الصباحات في المانيا فقد استيقظ الشعب على خبر صادم له وقعه وصداه الموجع في النفوس التي ارهقها الفايروس الخفي( كورونا) الذي راح يضرب على خاصرتها فالمها برغم ما تملك من امكانيات علمية وتقنية وطبية واقتصادية فصارت وكانها( ريشه بوسط ريح).. نعم استيقظ الالمان في ذالك الصباح على وقع فاجعة هزتهم من الاعماق تمثلت بانتحار وزير مالية ولاية ( هيسن) ( توماس شيفر) ذو الاربعة والخمسين عاما وذالك بالقاء نفسه على قضبان سكة قطار سريع بمدينة فيسبادن عاصمة هيسن جنوب غرب البلاد بحسب تاكيدات الشرطة الالمانية وفي التفاصيل فان شيفر( رحمه الله) لم ينتحر لانه متهم باختلاس اموال الدولة او متورط بملفات فساد او انه عجز عن انجاز مهمته الموكله له بل العكس فان ماعرف عن الوزير المنتحر بانه(شاغول وابن حموله) ومثابر لاسيما ان بلاده تواجه تحديات صعبه ويهزها اعصار كورونا ليحصد الارواح من دون رحمه..

وكان الرجل على مدى العقدين الماضيين من الزمن شعلة من اللهب ويشهد له بذالك اعضاء في الحزب الديقراطي المسيحي ( حزب انغيلا ميركل) الذي ينتمي اليه..

وهذا هو حاكم ولايه فيسبادن ( فولكر بوفييه) يرثيه بكلمات تلخص اشياء كثيرة حيث يقول ما نصه ( كان شيفر قلقا بشان ما اذا كان من الممكن النجاح في تحقيق التطلعات الكبيرة للسكان لاسيما المتعلقة بالمساعدات الماليه..اعتقد ان هذه المخاوف سيطرت عليه)..

المهم مات الرجل تاركا رسالة وداع لطفليه ولزوجته..مات الرجل لان شعورا انتابه في لحظة عصيبه فظن انه لن يوف بالواجب تجاه شعبه..فأي تضحية هذه وأي شعور بعظم المسؤولية..واللبيب بالاشارة يفهم واياك اعني واسمعي ياجاره؟؟؟؟؟