اذن ان الظاهر من هذا الصراع والاستقتال على وجودهم وبقائهم في العراق هو الدافع الاساسي لهذا الضغط ومن اجل ان تكون هناك شخصية سياسية ذات ميول امريكية على راس هرم السلطة في العراق لاتمام مراحل المشروع الامريكي في العراق وفي المنطقة دون منغصات او عوائق ، وهنا لانريد رمي السوء كله في عنق امريكا وحدها ، وانما التخبط الكبير وتغليب المصالح الحزبية الضيقة والسعي للحصول على المغانم من قبل بعض الكتل السياسية ، ساهم بشكل كبير ايضا في تخريب مسعى تشكيل حكومة علاوي وماألت اليه الامور من الاعتذار عن التكليف ، كما ان الاخطاء التي وقع فيها رئيس الوزراء المكلف وخاصة في مسألة اختيار وزرائه وارتمائه في حضن كتل معينه دون غيرها اسهمت بشكل واضح في استعداء الاخرين والسعي دون التصويت على كابينته .
فماذا بعد اعتذار علاوي عن التكليف ؟
لقد عادت الامور الان الى مربعها الاول وعاد الحراك والقلق مجددا يعود الى الشارع العراق وهذه المرة قد لاتكون الامور كما يرغب الجميع ويتمنى ، وانما قد تنزلق الامور الى مالا يحمد عقباه اذا لم تدرك الكتل مسؤولياتها وتتراجع عن مواقفها وتتنازل عن مصالحها الضيقة ، ان مسالة اختيار بديل للسيد عادل عبد المهدي مهمة ليست سهله في ضوء هذا الصراع الدائر بين الكتل ، وفي ظل سعي العامل الدولي لفرض اجندته والاولى الان ان تكون هناك خيارات متعددة للخروج من هذه الازمة لعل احداها تصيب ومنها ؛
* السعي لابقاء حكومة عادل عبد المهدي لحين التهيئة للانتخابات المبكرة
* اختيار شخصية عراقية من عراقيي الداخل وتحديدها بفترة عام واحد لايجدد له ويتخلل ذلك اقامة انتخابات مبكرة خلال هذا العام
* اعطاء الخيار لرئيس الجمهورية لاختيار رئيس وزراء مستقل ووزراء مستقلين دون المرور بالكتل، ونعتقد هذا هو اصعب الخيارات السياسية بالنسبة لجميع الكتل السياسية وهو عين ماتريده امريكا في اسهل امالها في الوقت الحاضر .
وفي غير هذه الخيارات وفي غير التنازل عن المطامح الشخصية والنظر بعين الواقع والنظر بجدية للمخاطر التي قد ينزلق اليها العراق، فان الوضع سينزلق فعلا والى طريق لايرغبه الجميع ولايستسيغه ابدا ، وستسعى امريكا وبكل جهدها لغرض تمرير شخصياتها وبادواتها الغير مباشرة ، لذلك تقع المسؤولية الاولى على الكتل الشيعية الاساسية اولا حيث ستكون اول من سيواجه مخاطر المخطط الامركي اذا مانجح ، وعليها ان تعي ان الحراك الجماهيري لازال حاضرا ومصرا وان الدافعين لجزء من هذا الحراك ما دفعوا به الا لاجل اهدافهم ، لذلك لن يكون خيار مابعد علاوي سهلا اذا لم يطوروا ادائهم ويحسنوا خياراتهم .