ان فيروس كورونا المستجد، يضع الاقتصادي العالمي والعولمة موضع اختبار وتحدي ينذر بحدوث أزمة اقتصادية عالمية حادة، وأول مؤشر حقيقي لهذه الأزمة هو تراجع أسعار النفط العالمية بشكل غير مسبوق ليصل سعر برميل النفط إلى ٣١ دولار.
- بروز الصين كدولة كبرى في مجال الإنتاج منخفض التكاليف دفع الشركات الصناعية الكبرى أن تعتمد على الصين في تصنيع معظم أدوات الإنتاج وقطع الغيار اللازمة في هذا البلد، نتيجة لذلك توفر سلسلة إنتاج ممتدة لأغلب دول العالم أدى إلى انخفاض كبير في أسعار السلع والمنتجات الاستهلاكية.
- أزمة كورونا تهدد وجود العولمة، وتفتح ما يمكن وصفه إنتهاء سيادتها الذي قد ينتهي بكارثة دولية. هذه الأزمة أصعب من الأزمات التي خلفها سارس وإنفلونزا الطيور وإيبولا والكوليرا والملاريا وغيرها من الأمراض الفيروسية والأوبئة التي عُرفت في العقود الأخيرة، وقد تكون مخلفاتها أكثر تعقيدا وضررا من الأزمة المالية التي حدثت عام ٢٠٠٨.
- عراقياً، كل مؤشرات التعامل مع الوباء حكوميا لا تعكس قدرتها على السيطرة على المرض وإجراءات خلية الأزمة وصفت من أعضاءها على أن جزءً منها غير مجدية ووهمية فهنالك سوء إدارة للازمة، كما أن هنالك سوء تقدير لها من قبل المواطنين، جعلت من الفيروس مادة للتندر والسخرية أو عدم الاكتراث.
- الفرص والقدرة على احتواءه ناتجة عن أرقام إيجابية تأتي من الصين في تراجع عدد الوفيات والإصابات، ومع توقع تراجع حدة العدوى في الصيف وشعور المجتمع الدولي بالخطر مما يدفعها إلى التكاتف في عبور هذه الأزمة يضع مداخل الرهان على التحسن الإيجابي في مستويات المواجهة.
د. احمد الميالي