1-ان انسحاب القوات الأمريكية من بعض القواعد كان انسحابا تكتيكيا لغرض التمركز في قواعد محددة ومؤمنة ولعدم تشتيت الجهد العسكري،وبالتالي فإن عملية الانسحاب تهدف إلى توفير أقصى درجات الحماية لقواتها الموجودة في العراق.
2-عملية الانسحاب الأمريكي من بعض القواعد والمناطق حتما سيجعلها تستعيض عن ذلك الانسحاب بمشاريع اخرى،لذلك من غير المستبعد ان تعمد الى تفشي فيروس كورونا اكثر مما هو عليه الان في مناطق بغداد وبعض المدن الاخرى مما يؤدي الى مطالبة بعض القيادات السياسية واهالي مدن غرب العراق الى تشكيل اقليم او حجز تلك المدن عن مدن بغداد وبقية المدن الموبوءة مما يساعد على تنفيذ المشاريع المعدة سابقا.
3-كما هو معلوم أن للقواعد العسكرية خصوصيات معينة ولهذا فإن امريكا عندما انسحبت من بعض القواعد نتيجة انتفاء أهمية تلك القواعد،فمثلا ان قاعدة (القائم) فقدت أهميتها لأنها كانت تقدم دعما لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)،وتشرف على البوكمال ودير الزور وبعد انتهاء معركة الباغوز انتهت الحاجة لها لاسيما مع تكرار استهدافها وهي في العراء بين الحين والآخر من قبل عدة فصائل ومن عدة جهات مما استدعى ضرورة الانسحاب منها والتوجه إلى قواعد أكثر امننا لقواتها في العراق.
4-ان عملية الانسحاب هي خطوة للهروب الى الامام لاسيما وأن الأوضاع الراهنة في امريكا ليست بمصلحة ترامب الذي يسعى مبكرا للفوز لرئاسة ثانية،لاسيما وان ترامب وعد عند ترشيحه لمنصب الرئاسة بتقليص عدد القوات الأمريكية في المنطقة إلى الحد الأدنى وبالتالي تأتي هذه العملية لأجل تشتيت الانتباه الداخلي لما تعيشه امريكا الان من أزمة صحية أو غيرها، وأيضا لبيان ان ترامب نفذ وعده السابق لكي يستطيع من نيل ثقة الناخب الأمريكي في السباق الرئاسي القادم ويتمكن من الفوز فيه.
5-توجد مطالبات شعبية وكذلك من بعض نواب الكونجرس الأمريكي بضرورة الانسحاب من العراق وعودة الجنود الامريكان لأن القوات الأمريكية فقدت الآلاف الجنود منذ بداية غزو العراق عام ٢٠٠٣ إلى يومنا هذا وبالتالي فإن عملية انسحاب القوات الأمريكية جاءت لأجل حفظ ماء الوجه لاسيما بعد الضربات الموجعة من قبل فصائل المقاومة و بعد المطالبات الشعبية والبرلمانية العراقية بضرورة خروج تلك القوات من أرض الرافدين.
6-امريكا ليست بصدد إنهاء تواجدها في العراق على النحو الذي يعتقده البعض وإنما عملية انسحابها جاءت لأجل التمهيد لضرب بعض فصائل المقاومة في ظل انشغال محور المقاومة ولاسيما إيران بتفشي فيروس كورونا ،لان امريكا تعتقد أن ردات الفعل السياسية العراقية ستكون اقل وطأة تجاه امريكا كما أن إيران لن تستطيع على اي رد فعل بعد انشغالها بكورونا والوضع الاقتصادي المتأزم عندها.
7-امريكا لا تريد الانجرار إلى حرب كر وفر الاستنزافية مع فصائل المقاومة في العراق لذلك قررت سحب قواتها من بعض القواعد والتمركز في قواعد أكثر امننا لقواتها الموجودة في العراق حتى تفقد الفصائل تلك الورقة،وأيضا تفقدها ورقة استثارة الرأي العام العراقي ضدها حال تم استهدافها من قبل امريكا خاصة مع تفشي كورونا ومخاطره المتزايدة.
8-معظم الاخبار التي تتحدث عن الانسحاب الأمريكي من العراق والتي تشي الى ان هذا القوات تستعد لتوجيه ضربات عسكرية لفصائل المقاومة هي اخبار تدخل في خانة الحرب النفسية لترهيب تلك الفصائل حتى تتم عملية تشتيت لخططها وشل لحركتها وفقدانها الحاضنة الشعبية المؤيدة لها.
9-ستكون هناك ضربات سريعة ومباغتة لفصائل المقاومة بعد عملية الانسحاب لاجل اجبار ايران لعقد صفقة بينها وبين امريكا في العراق يستطيع من خلالها ترامب توظيفها في السباق الانتخابي القادم لكي يحصل على ولاية ثانية.
10-امريكا تعيش الآن عدة أزمات ومنها الأزمة الصحية التي بات تشكل ضغطا كبيرا على ترامب وبالتالي تأتي خطوة الانسحاب التكتيكي من العراق لأجل عدم الانشغال بأكثر من ملف بآن واحد لكي لا يتم تشتيت الجهد مما يساعد الاخرين على تحقيق جملة من الأهداف.
11-أمريكا تنتظر ما ستؤول إليه الأحداث في الساحة السياسية العراقية من تبعات تكليف عدنان الزرفي لرئاسة الوزراء وبالتالي فإن عملية الانسحاب له مدخلية في عملية تنصيب الزرفي لأن امريكا لا تريد أن تستثمر فصائل المقاومة اي تدخل امريكي لأجل تنصيب الزرفي الذي تطمح امريكا ان يكون هو رئيس الوزراء، لذا جاءت خطوة الانسحاب لهذا الغرض مع أهداف وغايات أخرى.