المهم، نعود إلى محور قضيتنا أو ربّاط سالفتنا كما يقولون ألا وهو المعلم أو المعلمة والمدرس أو المدرسة والتدريسي أو التدريسية، لنرفع لهم القبعة وننحني لهم إجلالاً وتقديراً لهذا العنوان الكبير الذي مهما كتبنا أو أنشدنا قصائد المديح وكلمات الإطراء فلن نوفيه، فهو بحق أيقونة المعرفة والعلم، وهو أساس للتقدم والازدهار والبناء والشموخ والنهوض، ويكفي أن أمة فيها معلم ومدرسة وتعليم هي أمة ناهضة ومتنورة ومقتدرة.. وهناك قول مأثور مفاده «ابنِ لي مدرسة أغلق لك نصف السجون».
ولكن، أين نحن اليوم بالضبط من كل هذا الذي نريد؟! ونقولها بلوعة إن واقعنا التربوي ليس على ما يرام والتصدع في العملية التربوية خطير ابتداءً من الأبنية المدرسية التي حالها يندى له الجبين.. فهناك أبنية لم تعد بيئة جيدة للتعليم وأخرى هدمت ولم تعَد، وثالثة تشكو الاكتظاظ وفيها الدوام مزدوج أو ثلاثي، وأخرى ما زالت مبنية من الطين. ولا تستغرب أن التلاميذ يفترشون الأرض، وثمة صور أخرى لا نريد بشرحها أن نطيل، أما الحديث عن المناهج التعليمية أو الدراسية فالأمر جد خطير حيث (الهرجة) وغياب التخطيط.. باختصار نحتاج لوقفة جادة لتقويم القطاع التربوي ووضعه على مسار السكة الصحيح لأن حاله المزري الآن يجعل كل عراقي زعلاناً أو زهگاناً.. وأعود لأنحني ثانيةً وثالثةً وحتى المليون للمعلم الذي قال فيه أمير الشعراء الراحل أحمد شوقي:
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا
كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا
أما أنا فأقول لولا المعلم لما كتبت هذه المقالة، ولولاه لما كان هناك طبيب يداوي الناس أو مهندس يبني جسراً أو قاضٍ أو محامٍ يدافع عن حقوق الناس أو سياسي أو قاص أو روائي أو فنان يرسم لوحة.. ولولا المعلم لما كان هناك ضابط أو مقاتل يجيد فن القتال.. المعلم أمة وكفى.