ماذا لو كان المتنبي بيننا الان ونحن نعيش كل هذا الهلع؟ ماذا لو كان معنا في العزيمة وصافح محمد العبدلي بدلا من سيف الدولة الحمداني؟ هل يخجل من قصيدته وهو يخاطب “نشلته” بكل أنواع التذلل والتحبب من قبيل “أبنت الدهر عندي كل بنت .. فكيف وصلت أنت من الزحام”. هل تعرف افلوانزا المتنبي أن لديه مشكلة مع كافور؟ بالمناسبة هل وقف القرن الرابع الهجري عاجزا عن تمليك شاعر بحجم المتنبي “وصلة كاع” يعلن نفسه عليها أميرا أو ربما ملكا؟ هل يعيد تركيب القصيدة التي كتبها في عالم مفتوح وقتذاك بلا حدود وبلا حجر صحي وهو يستعد لمغادرة مصر مع ناقته التي أبى الإ أن يشكك في ولائها له في بيت هو واحد من أجمل ما سطره هذا الشاعر العظيم “شيم الليالي أن تشكك ناقتي .. صدري بها أفضى أم البيداء؟”.
ما الذي يمكن أن يعيد المتنبي تركيبه من تلك القصيدة التي تمثل أول هجائية للأنفلونزا في وقته قبل أن تتطور في زماننا الى الطيور والخنازير وكورونا أو “كوفيد 19”. ماذا يمكن أن يقول بديلا لهذا البيت “إذا مافارقتني غسلتني.. كإنا عاكفان على حرام”. تعال وشوف يا أبا محسد ماذا حل بنا. اه لوتعرف أن كورونا منعت حتى الحلال. “مصافحة ماكو, لمس ماكو, قبل ماكو, ماكو قبل ماكو كورونا”. لو جئتنا يا شاعرنا الذي نفاخر به الأمم لوجدت “حال الضيم حالنا” في وقت تبدو “نشتلك” رومانسية بحيث تغتسلان معا عند كل مواجهة ليليلة خصوصا إذا كانت في العظام.