جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف الشارع (الشيعي )يستشيط غيظًا

الشارع (الشيعي )يستشيط غيظًا

حجم الخط



محمود الهاشمي 

الشارع (الشيعي )يستشيط غيظًا من(خيارات البدائل) وعبد المهدي يزداد رسوخا 
والاميركان يبحثون عن شرف المغادرة 
مجرد الاعلان عن ترشيح مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزاراء اصيب الشارع العراقي بخيبة كبيرة ،حيث لم ير احد ان هنالك فرق بين الزرفي وبين الكاظمي فكلاهما خيار اميركي او بريطاني ،واذا كان الزرفي محملا بذنوب كبيرة في ادارته لثلاث مرات كمحافظ للنجف الأشرف 
فان الكاظمي اشد منه ذنوبا خلال ادارته لمديرية المخابرات العامة ،فقد حملته جهات عديدة مسؤولية مجزرة المطار والتماهل الكبير في اجراء تحقيق مناسب حتى الان بالجريمة ناهيك عن التهم الأخرى بحقه في قضية التظاهرات وغيرها ،ثم هو شخصية (جدلية )ايضا 
لم يكن مصطفى الكاظمي خيارًا مناسبًا لدى القوى الشيعية ولا الشارع العراقي  ،ولكن الذي جعل القوى الشيعية تصر على رفض تكليف الزرفي انه قفز على كل قيم التجربة الديمقراطية ،واراد ان يهاجم العملية السياسية من الخارج مستعينا بالمحتل الاميركي وببعض الجهات الخارجية ايضا .
هذا التجاوز جعل الكتل السياسية بأجمعها تقف ضد عملية ترشيحه وضد من كلفه وهو رئيس الجمهورية برهم صالح الذي اراد ان يفوض نفسه في شؤون كثيرة خارج صلاحياته فاستهان بالدستور وبالقوانين وذهب بنفسه يدفع بمرشح هو افترضه لاغير .
ليس مهما ان يمر الكاظمي او لايمر المهم ان التجربة الديمقراطية تحافظ على تقاليدها بان هناك كتلة اكبر وهي من تتولى ترشيح من تراه مناسبًا وتتحمل مسؤولية ادارة الدولة على مدى الدورة التشريعية .
صحيح ان الشارع الشيعي غاضبا وكانوا ينتظرون خيارات أفضل خاصة وان المرحلة أفصحت عن اسماء كان لها عمل ملحوظ وناجح في الاداء ،لكن يبدو ان الاختناقات السياسية قد أقفلت عليها .
نقول من حق الجميع ان يحتج ولكن مازالت التجربة السياسية قادرة ان تبعث الروح بنفسها ثانيا عبر التحضير لانتخابات مبكرة ،وان تتمكن إرادة الشعب من تسويق شخصيات مميزة لإدارة البلد خاصة وان مانمر به قد مرت به دول اخرى واستطاعوا ان يواجهوا التحديات 
وان يصنعوا مستقبلا جيدا لأنفسهم .
السؤال الذي في ذهن الكثير ؛- هل كان لبيان فصائل المقاومة الثمانية دور في التأثير على ازاحة الزرفي؟
ربما كان لها دور في ذلك لان الكتل السياسية وجدت نفسها في موقف حرج حيث من المحتمل ان يتعرض السلم الأهلي الى مشاكل لان السيد الزرفي كان واضحا بالوقوف امام (المقاومة) فيما الاميركان من جهتهم ايضا ادركوا ان الزرفي لم يحسن ادارة مفاوضاته حيث اراد الاكتفاء بالدعم الاميركي للحصول على المنصب متناسيا ان امريكا في طريقها الى الانسحاب وتحتاج الى شفافية في طريقة الخروج بدلا من المصادمات وغيرها ،رغم انها عملت له غطاء إعلاميا من (الانقلاب العسكري ) الى اثارة الداخل الى (تظاهرة الجوع )في الناصرية وما صاحبتها من مواجهات ،لكنه ظل محلقا بعيدًا عن واقع الحوارات السياسية بين جميع الأطراف ناهيك ان أداءه بالنجف كان غير موفق ومثير للمرجعية الرشيدة ،وللشارع النجفي .
قد لايوفق الكاظمي في نيل الثقة فهو شخصية ضعيفة في الحوار وفيها تسطح كبير ،وليس موضع ثقة من جميع الأطراف وان علاقته مع برهم صالح القديمة الجديدة ليس محل رضا مع الإقليم الذي فقد فيه صالح عمقه السياسي .
نعتقد ان الكاظمي سيشقى في اختيار كابينته الوزارية لان الكتل ستفرض عليه الأضعف من اسماء الوزراء وهو لايملك غطاء سياسيا يؤهله للنجاح فيما سيرى الأكراد فيه فرصة لمزيد من الامتيازات ومحاولة إفشاله لابقاء خيار عبد المهدي الأكثر نفعًا لهم .
الان عبد المهدي وقد اجرى مباحثات مع السفير الاميركي يكون اكثر ثقة من سواه لان عبد المهدي من البيت الشيعي وله تأثير اكثر 
في ضمان انسحاب مشرف للأمريكان لما عرف عنه من هدوء في التعامل مع الأزمات .
الكتل الشيعية ستذهب مباشرة الان الى الصراع على المكاسب في ظل الكابينة الوزارية المقبلة او الرضوخ الى استمرار عادل عبد المهدي في منصبه والكاظمي في منصبه ،
وأحجار رقعة الشطرنج في العملية السياسية راكدة دون حركة حتى تنمو التجربة السياسية بشكل عشوائي وببطء شديد .
الظروف الصعبة التي ستواجه طبقة السياسيين 
من واقع اقتصادي مرير ،ومن فوضى سياسية وفقدان المعادلات وعطب مجلس النواب والتأثيرات الإقليمية وانسحاب القوات الاجنبية 
ستجعل الجميع بين خيارين اما الفرار من الساحة السياسية او الثبات في الميدان والبحث عن الحلول .
باعتقادي ان الرعيل الأول لطبقة السياسيين مازال يستخدم ذات أدواته في مواجهة التحديات وغير قادر على الانفتاح لكن وعي الشارع بدأ ينضج ،والخشية ان تسرقه الجهات الخارجية .
نقول ان مجرد شعور طبقة السياسيين بالخطر 
محطة جيدة للتغيير والإيمان بذلك ،،بدأت أتحسس انهم في موضع صعب وباتوا يحتاجون المشورة .
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال