جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لمصلحة من يصادر الحلبوسي القرار السياسي السني؟!

لمصلحة من يصادر الحلبوسي القرار السياسي السني؟!

حجم الخط



طيب العراقي

في ملامح صورة رئيس البرلمان الحالي السيد محمد الحلبوسي، الذي يتحرك هذه الإيام بتناغم مريب؛ مع ثعلب السياسة العراقية برهم صالح، وهو الرجل الذي وضعه “الإنبياء الأغبياء” من شيعة السلطة على رئاسة الجمهورية، ليقلب لهم عاجلا ظهر المجن، ويشبعهم لكمات في حلبة السياسة، ويسقطهم صرعى على أرضيتها المتهرئة، نرقب الصعود المثير للحلبوسي (تولد عام 1982)، من ناشط سياسي على “قد الحال”، يعمل تحت أبط مجموعة “الكرابلة” المثيرة للجدل، والمفتوحة الشهية على الإقتصاد من بوابة موائد الفساد والنشاطات المشبوهة، وليدخل عالم السياسة عام 2014 عبر “حزب الحل” الكربولي، فيحظى بواسطة المال السياسي؛ على مقعد في مجلس النواب في دورته الثالثة، لكنه سرعان ما تخلى عن مقعده لغيره، بعدما أنتخب محافظا للأنبار عام 2017، وهو المنصب الذي يبيض ذهبا له ولرعاته الكرابلة!
من عام 2014 لغاية تركه مقعد مجلس النواب عام 2017، تنقل في عضوية لجنة حقوق الإنسان النيابية، ثم رئيسا للجنة مجلس النواب المالية عامي 2016 و2017، وهي اللجنة التي تطلع على أسرار الإفتصاد العراقي، وعلى توجهاته ومكامن خزائنه!
في هذه الأثناء توطدت علاقاته مع الأمريكي مصمم العملية السياسية وراعيها، وكان منظر جنرالات عين الأسد، إعتياديا في مكتبه في مبنى محافظة الأنبار،وإذا لم يأتوه كان يذهب اليهم!.
 بعد تعقيدات المشهد السياسي العراقي، وإضطرابات الصورة عقيب الإنتصار على الدواعش في نهاية عام 2017، وشعور اللاعب الأجنبي بأن الأمور أنفلتت من بين يديه، حصل الحلبوسي على مقعد نيابي في إنتخابات عام 2018 عن محافظة الأنبار؛ في إنتخابات شابها كثير من اللغط، ليتقدم الصفوف يسرعة الصاروخ الأمريكي “كروز”، وبشبق عجيب للسلطة، وبدعم من اللاعب الأجنبي إياه، الذي كان يعمل على تشكيل ثلاثي حكم عراقي مضمون الولاء له، فدفع بالحلبوسي الى رئاسة مجلس النواب، ليضمن على الأقل ثلثي الثلاثي المطلوب، رئاسة الجمهورية المضمونة أصلا ببرهم صالح، ورئاسة مجلس النواب، فيما قبل بالسيد عادل عبد المهدي، ضلعا للمثلث على مضض، لأنه كان يعتقد أنه مأمون الجانب ويسهل السيطرة عليه!
كان لابد من الإطاحة بعبد المهدي بعدما أتضح للأمريكي، أنه لا يمكن أن يكون ضلعا ثالثا، في مثلث مسيطر عليه أمريكيا، خصوصا بعدما أتضح له مدى إندكاك عبد المهدي بالحشد الشعبي، المؤسسة الوطنية العراقية الجهادية، صاحبة اليد الطولى في تحقيق الإنتصار على داعش الأداة الأمريكية المكشوفة، والتي وقفت في بلعوم الأمريكي، الذي عمد الى العمل بإتجاهين:
 الأول هو إثارة الشارع ضد حكومة عبد المهدي ودفعه الى الإستقالة، تحت ضغط الأحتجاجات والتظاهرات والإعتصامات، وما رافقها من عنف مفتعل، والثاني تقوية ضلعي المثلث الباقيين.
هكذا لمسنا تحول منصب رئيس الجمهورية وخلافا لواقعه الذي أقره الدستور، من منصب بروتوكولي، الى منصب حاكم ومركز قرار، إستطاع مستغلا الخلافات البينية بين أساطين السياسة الشيعة، أن يتحول الى محور في القرار السياسي العراقي، وذلك بخرق فاضح للدستور في موضوع ترشيح بدلاء عبد المهدي، وإلغاءه المبدأ الدستوري للكتلة الأكبر..وكان الحلبوسي في هذا المسار شريكا فاعلا قويا لرئيس الجمهورية، وذلك بتعاطيه مع الخروقات الدستورية، كمسلمات طبيعية!
في المسار الثاني سعى الحلبوسي ذاته، وبخلفيته التي أشرنا اليها، الى تقوية نفوذه في بيئته السنية الإجتماعية والسياسية والأقتصادية، فعسكريا نجد أنه خلف ظهره يستند بقوة، الى قاعدة أمريكية عسكرية في محافظة الأنبار(عين الأسد،) التي باتت القاعدة الأأمريكية الأكبر والأفوى والأشد تحصينا في المنطقة.
سياسيا؛ سعى وبقوة الى أن يلبس ثوب “الزعامة” السنية، ولملم حوله مجموعة من السياسيين السنة المحترفين، مكونا تحالفا من هؤلاء الذين تجمعهم المصالح أكثر من أن تجمعهم المباديء، فأجتمع حوله الكرابلة الذين لم يفارقوه أصلا، لأنهم هم الذين أنتجوه، وألتحق بهم أبو مازن وهو واحد من أكثر الساسة العراقيين شراهة للمال، وتحولت دارة الحلبوسي الى محج سياسي، دشنه برهم صالح في جلسة حميمية في الهواء الطلق، ولتتبعه “جينين بلاسخارت” الممثلة الأممية التي أوشكت أن تعلن من هناك إقليم السنة، الذي تعمل على تشكيله منذ أن وطأت أقدامها القذرة أرض العراق..
هكذا فإن مصادرة القرار السني أمر مرسوم بدقة، وهو عملية بطلها محمد الحلبوسي الذي بات بما لا يقبل الشك، جزءا من المشروع الأمريكي في العراق، وعاجلا وليس آجلا سترد أخبار تطور رؤية الحلبوسي جزءا من المشروع الصهيوسعوأمريكي، خصوصا أن الرجل مدعوم سعوديا وأماراتيا وبلا حدود!
يبدو أن الأمور تسير بإتجاه تجزئة المجزأ، ليسهل على مخرج مسرح الدمى، إنتاج مسرحية وفقا لرؤيته هو، لا وفقا لرؤية كاتب النص(الشعب)، الساسة السنة الآخرين تنبهوا متأخرين، الى ما يحاك في العلن والخفاء، فسارعوا الى تشكيل تكتل مقابل لتكتل الحلبوسي، برعاية الخنجر اسموه تحالف المحافظات المحررة، لكن الحلبوسي ماض بمشروعه بقوة، لذلك فإن عليهم أن يلحقوا أنفسهم، قبل أن يجدوها أمام حيص بيص، في خيارين أحلاهما مر بمرارة حنظل صحراء الأنبار، أما أن يصبحوا أتباعا “مريدين” للـ” الشيخ” الجديد الحلبوسي، أو أن يركلهم خارج الخلبة، ليتركهم يلعقون جراحهم!
التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال