جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف المجال الحيوي للعراق وضرورة رسم الاستراتيجية

المجال الحيوي للعراق وضرورة رسم الاستراتيجية

حجم الخط



هيثم الخزعلي |

المجال الحيوي هو المساحة اللازمة للكائن الحي كي ينمو ويستمر، وتم استعارة هذا المفهوم لسياسة باعتبار الدولة كائن حي، فهي بحاجة إلى مساحة للتمدد في اراضي دول أخرى، وعادة الدول تعتبر مجالها الحيوي هو الدول التي تشترك معها في اللغة او القومية او الدين.
تركيا العثمانية عندما بحثت عن مجال حيوي لم تجد دولة تتحدث التركية سوى تركيا، فاتجهت الي الدين واختارت المذهب الحنفي الذي يجوز حكم الموالي (غير العرب ) بناءا على رواية عمر (لو كان سالم مولى حذيفة حيا لوليته عليكم) فأتجهت الي الدول العربية واستعمرتها باسم الإسلام، باعتبارها مجالا حيويا للعثمانية.
لا أريد أن اسهب في شرح المفاهيم، ولكن ننقل الحديث للعراق الذي يمكن أن يكون متمتعا بأكثر من مكان كمجال حيوي، يستطيع به أن يتمدد ولو فكريا (فكر اهل البيت عليهم السلام ) وسياسيا وينقل ثقافة الإسلام الأصيل ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني خصوصا عربيا.
العراق يمتلك الكثافة البشرية ٤٠ ملون تقريبا، والمرجعية الدينية العليا لأغلب شيعة الخليج والمنطقة، والثروات المادية والكفاءات البشرية علميا وثقافيا وفنيا بل حتى رياضيا، وشعب شاب يشكل الشباب دون سن العشرين نسبة ٦٥٪منه، والحشد الشعبي أقوى قوة عربية إقليمي،وانتصارات كبرى على تنظيم القاعدة وتحرير العراق من القوات الأمريكية ٢٠١١والانتصار على داعش.
 كل ذلك يجعلنا أمام ضرورة وضع ستراتيجية تحول قيادة المنطقة العربية للعراق، فمع ان الجمهورية الإسلامية تقود محور المقاومة الا ان الحواجز القومية والخلفيات التاريخية تجعل حواجز أمام قبولها وتمددها عربيا، خصوصا في الخليج، اما العراق فهو متحرر من الحواجز القومية وان كانت العقدة المذهبية موجودة، ولكن يمكن تذليلها عبر التأكيد على القواسم المشتركة.
ومع رغبة العرب بعودة العراق (للحظن العربي) وكل ما ذكرته من نقاط قوة يتمتع بها العراق، فأعتقد لابد من استثمار هذه الرغبة العربية ونقاط القوة العراقية، وهذا المجال الحيوي لتحقيق مكاسب سياسية، وتمدد ثقافي عبر وضع العرب أمام الأمر الواقع وهو وجود حكومة شيعية عربية في الخليج، تشكل جسرا رابطا بين العرب وآلإيرانيين، وتقوم باستثمار العلاقات مع الدول العربية في الخليج، وتحويل العراق كقائد للمنطقة العربية خصوصا في الجزء الاسيوي ومنطقة الخليج.
يمكن تفعيل كل القوى الناعمة التي يمتع بها العراق مثل الحوزات العلمية، والنشاط الثقافي والعلمي، والرياضي..
يمكن للعراق ان يأخذ ريادة المنطقة العربية وخصوصا الخليجية ويوقف مشروع التطبيع بل يمكن أن يكون جسرا لمحور المقاومة يجمع بين العرب والمسلمين غير العرب ، وهذا الدور الريادي لعبه العراق،تاريخيا، في فترة الدولة العلوية في الكوفة والدولة العباسية في بغداد، وسيلعبه عالميا في زمن الظهور المقدس، إلا أن هذه فكرة عامة بحاجة لوضع دراسات واستراتيجيات وتحديد سياسات وادوات التمدد.. 
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال