جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف تساؤلات في القرآن الكريم {فيومئذٍ لا يُسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ}

تساؤلات في القرآن الكريم {فيومئذٍ لا يُسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ}

حجم الخط




محمّد صادق الهاشميّ |


قال تعالى: {فو ربّك لنسألنّهم أجمعين * عمّا كانوا يعملون} [الحجر: 92، 93]، إنّ هذا النصّ القرآنيّ يصرّح بأنّ الله سوف يسأل عباده أجمعين عن كلّ ما كانوا يعملون، من خيرٍ أو شرّ، ومثله في ذلك آيات كثيرةٌ منها قوله تعالى: {… تاللّه لتسألنّ عمّا كنتم تفترون} [النحل: 56] ، {… وهم يسألون} [الأنبياء: 23] . ومع هذه الصراحة نجد نصّاً يناقضه – ظاهرا – فيثبت أنّه لا شيء من الإنس والجانّ بمسؤولٍ، وهو قوله تعالى: {فيومئذٍ لا يُسأل عن ذنبه إنسٌ ولا جانٌّ}[الرحمن : 39]، ممّا يثبت أنّ هذا القرآن ليس من الله؛ إذْ لو كان من الله لما كان فيه اختلافٌ.
وقد أجيب عن هذا التساؤل من وجوهٍ: 
(الأوّل): ما قال ابن عبّاس: إنّ السؤال على نوعين: 
(أ). السؤال الحقيقي الناشئ من الجهلٍ بما فعلوا فيخبروه، نظير كثيرٍ من أسئلتنا. 
(بـ ) . السؤال المجازي، الناشئ من الإهانة والتقريع، كما قال بعضهم لصدام حسين: أأنت قتلت الشهيدين الصدرين؟، أأنت انتهكت الأعراض؟
فالآيات التي تنفي صدور السؤال منه إنّما تنفيه عنه تعالى بالمعنى الأوّل، والآيات التي تثبه لله تعالى إنّما هو بالمعنى الثاني (1).
وهذا الوجه ضعيفٌ؛ لأنه لو كان هذا هو المراد فلماذا قُيّده بـ {فيومئذٍ} أي يوم القيامة، فإنّ الله يستحيلُ عليه أن يسأل أحداً سؤالاً حقيقياً في كلّ زمانٍ ، فلماذا يحصر بيوم القيامة؟.
(الثاني): أنّ يوم القيامة يوم طويلٌ طويلٌ، كما قال الله تعالى في وصف يوم القيامة: {في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ…} [المعارج : 4] ، وفيه مواقف كثيرةٌ :
(أ). في بعض مواقفه يُسأل العباد عن لأعمالهم، وقد أشارت الآيات المتقدّمة إليه.
(ب). ثمّ تغلق الأفواه، {… اليوم نختم على أفواههم} [يس : 65].
(ج). ثمّ تأتي مرحلة: {وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون} [يس : 65]، {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اللّه الّذي أنطق كلّ شي} [فصلت : 21]، {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم} [فصلت : 22].
(د).ثمّ تأتي مرحلة أن توضع عليهم أوسمة تكريم، فيعرفون بها ، فيساقون إلى الجنّة، أو أوسمة الشرّ فيساقون إلى النار، وفي هذه المرحلة تنعدم مرحلة انعدام السؤال، أي بعد الفراغ من كلّ التحقيقات، ففي هذه المرحلة: {لا يسأل عن ذنبه أنس ولا جان}، فهو على وزان قوله تعالى: {هذا يومُ لا ينطقون} [المرسلات : 35 ، 36]. وهذا الوجه نقله البغوي تفسيره (2) عن عكرمة عن ابن عبّاس، وهو ما اختاره السيّد العلّامة الطباطبائيّ في تفسيره (3).
(الثالث): ما رواه القمّي (4) قال: « منكم ، يعني من الشيعة، معناه أنه من تولّى أمير المؤمنين )ع) وتبرّأ من أعدائه (عليهم لعائن الله)، وأحلّ حلاله، وحرم حرامه، ثم دخل في‏ الذنوب‏ و لم‏ يتب‏ في الدنيا عذّب بها في البرزخ، و يخرج يوم القيامة و ليس عليه ذنب يسأل عنه يوم القيامة»، ثمّ تلقفه عنه المجلسي في بحاره( 5)، ونور الثقلين (6)، والبرهان (7). 
المصادر: 
(1). عن كتاب اللباب في علوم القرآن ج : 11، ص : 494. (2). البغويّ في تفسيره ج: 3 ، ص: 86، ذكره عكرمة عن ابن عبّاس. الميزان في تفسير القرآن ج : 19، ص : 107. (4). تفسير القمّيّ ج : 2 ، ص: 345. ( 5) . بحار الأنوار ج : 7، ص: 81. ( 6). نور الثقلين ج : 5، ص: 195 . (7) . البرهان في تفسير القران ج : 5، ص: 239. 
11/ 5 / 2020 م ، الموافق: 17 / شهر رمضان / 1441 هـ.
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال