ضياء ابو معارج الدراجي |
الان ادركت لماذا استشهد الامام الحسين عليه وعلى جده واله افضل الصلاة والسلام وحيدا مع قلة من اصحابه واهله في صحراء كربلاء محاط بعشرات الألوف من جيوش العراق المعادية بقيادة اموية،ان ما وصلنا عبر التاريخ من قصص ومعلومات عن واقعة كربلاء الطف وعن أحداث لم نعشها وانما نقلت لنا جيلا بعد جيل عن شجاعة وبطولة الحسين والعباس وحبيب وزهير واصحابهم وعن الاعلام الزينبي والحيف الكبير الذي وقع عليهم من قتل وسبي وهم اكباد رسول الله صل الله عليه واله وسلم لندخل في هستيريا حزن شديد عند سماعها وتقشعر ابداننا عندما نصل الى قصة نهاية المعركة وقطع الرأس الشريفة بتلك الوحشية، منا من يلطلم الصدر والاخر من يلطم الراس بحرقه والدموع تنهمر كالسيل و تمنيات التواجد معه في ذلك اليوم المرعب لنرد عنه تلك اللحظة المؤلمة او نموت سواه لكسب الثواب والجنة ،ملايين من الشيعة في العراق لها نفس هذا الشعور ونفس الية الحزن .
لكن ماذا لو كنا في ذلك اليوم مع الحسين عليه السلام واقصد بالاحياء الان في لحظة كتابة هذا المقال هل نطبق ياليتنا كنا معكم بحرفية تامة وهل نضحي بأنفسنا من اجل الحسين عليه السلام ونقف مع الحق ونحارب الباطل الذي ادركناه بعد ١٤٠٠ عام من الواقعة؟
الجواب لا والف لا ونحن الان في وضع مشابة تماما له وضعتنا به الظروف بين الحق والباطل فتركنا الحق وتبعنا الباطل حتى نعيش بسلام ونموت بسلام ان اصبحنا مطيعين للشيطان الاكبر الذي قتل بيننا من كان اصدق الناس بالدفاع عنا وعن عروشنا ولم نحرك لمقتله ساكن واكتفينا بالبكاء والعويل والحزن لنستسلم بعد خمسة شهور من استشهاده الى سيناريو وضعه قاتله الغادر في حادثة مطار بغداد.
(الشايب المهندس) شهيدا ورمزا اخر سقط على طريق القضية الحسينية رغم التشيوه والدس والتحريف الذي شاب الحادث والقضية .
ان الأجيال القادمة ستذكر هذه الحادثة وتذكر تخاذلنا نحن من لم ننتفض لقتله او نقتص من قاتيله ذهب مئسوفا عليه الى دار حقه مقطع الاوصال مفري اللحم كامامه الحسين علية السلام يعيد علينا باستشهادة قصص بطولة شهداء الطف وقصص تخاذل اهل العراق عنهم فمنهم من شارك بالقتل ومنهم من وقف موقف المتفرج ومنهم من بكى بدون حيلة او قدرة على الرد ومنهم من خان وغدر من بعث رسائل الولاية ثم انقلب على عقبيه مابين طامع بالمناصب او خائف على الاموال والمكانة التي وصل اليها.
رحم الله الشايب ورفيق دربه في الجهاد ولعن الله القاتل والساكت والمتخاذل ولن ينسى التاريخ لنا هذه الذل والهوان الذي وصلنا اليه على يد من تسلم مقاليد قيادة الشيعة بعد ان فارقنا القائد الحق والمجاهد الاصل والراعي الرسمي للحرية والجهاد والإنسانية وانا لله وانا اليه راجون.