جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة




احمد كامل عودة |

بعد انتشار وباء كورونا منذ شهور ، مجتاحاً اغلب دول العالم مخلفاً وراءه اكثر من اربعة ملايين مصاب وعشرات الالاف من الوفيات ، جميع الدول تعمل على كبح الوباء بمختلف الوسائل ، واتفق الجميع على اجراءات حظر التجوال لتلافي اختلاط الناس وانتشار المرض ، ومن جانب آخر فأن اجراءات الحظر ادت الى نشوء وباء من نوع آخر ، بعد لجوء الشباب والمراهقين بالبحث عن قتل الوقت بعد ايقاف الدراسة وممارسة الرياضة ، حيث تصدرت لعبة ( البوبجي ) لائحة الالعاب وبجدارة عبر عدد المستخدمين لها ودخلت جميع البيوت من اوسع ابوابها وصار الجميع يمارسها وبشغف كبير .
لعبة (البوبجي ) الشهيرة والتي اخترعها الايرلندي ( بريندن غرين ) عام 2017 وهي لعبة الصراع من اجل البقاء وتتمثل بالعنف والقتال ، تلك اللعبة سببت الادمان الشديد بين الشباب والمراهقين ، وصارت تنتشر كالوباء السريع بين المجتمع ، ويبقى الشخص اللاعب فيها مشدوداً معها دون الاحساس بالوقت ، بل عدم الشعور بحواسه ، فتجد الشباب يجلسون طوال الليل بممارسة تلك اللعبة ، وقد نشر ويب طب عبر موقعه دراسة بشأن آثار لعبة ( البوبجي ) واعراضه النفسية للمدمن عليها اهمها : الشعور بالقلق ، والتهيج والعصبية عندما لايستطيع اللعب ، والكذب على افراد العائلة بشأن مقدار الوقت المستغرق في اللعب ، والعزلة والانطواء من الاخرين ، كما وذكرت الدراسة ايضا الاعراض الجسدية التي تصيب المدمن اهمها الشعور بالصداع النصفي جراء التركيز الشديد ، واجهاد العين وكذلك امراض الرسغ جراء الوقت الطويل في التحكم بواسطة اليد .
وقد اثبتت الكثير من المواقع السلبيات المؤثرة على المجتمع من الادمان على لعبة البوبجي والتي يكمن مضمونها القتال والعنف ، وابعاد الشباب عن دراستهم وقضاء معظم الوقت في ممارسة تلك اللعبة ، وعملت ولاية (غوجارات الهندية) بحظر لعبة البوبجي ايام الامتحانات الدراسية ، وسعت دول اخرى لحظرها ايضا لكنها تعارضت من بعض المؤسسات بحجة الحريات الشخصية ، وفي منتصف 2019 اعلنت الحكومة الاردنية حظرها لعبة البوبجي لما لها من تأثيرات سلبية كثيرة ، ابرزها الادمان والعصبية ، والاستفزاز والعزلة الاجتماعية ، ومن زاوية اخرى فقد حصلت الشركات الممولة للعبة البوبجي ملايين الدولارات التي تنفق من قبل اللاعبين خلال ممارستهم اللعبة .
ان الاعراض الجسيمة التي تخلفها تلك اللعبة على مستقبل جيل كامل ، لايبدو شيئا ضروريا امام الشركات الممولة ولايمكن ان تفكر بأيقافها لما تجني من مبالغ طائلة ، مع استمرار وجود لعبة البوبجي ، لكن تبقى المهمة الاصعب على المجتمع في كيفية تقليل الضرر على ابنائهم ، وتخفيف ادمانهم واعادة حياتهم الطبيعية والعودة الى مقاعدهم الدراسية بعد انتهاء حظر التجوال ، المهمة لاتبدو سهلة لانها تتطلب تكاتفا مجتمعيا بالاضافة الى تدخل الحكومة بتحجيم الضرر عبر ايقاف اللعبة خلال ايام الدراسة ، وخصوصا ايام الامتحانات ومساعدة اولياء الامور بتلك المهمة الصعبة .
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال