جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف نريد تغييرا ولكن برجال من النوع الخامس..؟!

نريد تغييرا ولكن برجال من النوع الخامس..؟!

حجم الخط



طيب العراقي |

لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ ۚ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ( الرعد14)
بين هذه الآية الكريمة والآية التي سنوردها في آخر مقالنا لنا حديث..
بإستقراءٍ علمي دقيق للأوضاع السياسية؛ في كثير من بقاع العالم، نجد تداخلا وتشابكا مثيرا ومعقدا، بين المصالح الخارجية والواقع الداخلي لتلك البقاع، هذا الواقع “العالمي”؛ يعززه أن العالم بدأ يصغر ويصغر؛ بشكل متسارع منذ الثورة التكنومعلوماتية؛ التي أجتاحت العالم في العقود الثلاثة الأخيرة، وسنكون عميا أو عديمي الخبرة سيئي التقدير، إذا لم نتفق على أن منطقتنا، تشكل الوجه الأبرز لذلك التشابك المثير، بل حقائق الأشياء تفرض؛ أن العراق ومحيطه يشكل بؤرة هذا المشهد المعقد المتشابك، بكل إسقاطاته وتداعياته.
يكتنف مشهدنا السياسي الراهن، الذي شكلته ظروف ما بعد التغيير النيساني الكبير، عام 2003، على تنويعة من المنخرطين بالحقل السياسي لم تكن متجانسة، سواء كانوا من ساسة الصفوف الأول، أي الذين يطلق عليهم كواقع حال؛ تسمية القادة او”الزعماء” السياسيين، أو من ساسة الصفوف التي تليهم، من أنصاف السياسيين وبقية الذيل السياسي، من الأتباع والمريدين وسائر عناصر الصورة، بضمنهم الإعلاميين المتحزبين او الجالسين معهم على القصاع!.
في محاولة للتوصل الى تصنيف مقبول، فإن بعض الساسة؛ شأنهم شأن آلة؛ قد تم تزييت أجزائها جيدا بالزيت”المناسب”، تراه مرنا سلس الحركة..! لكن بعضهم الآخر على النقيض من ذلك تماما، فهو واقف على مواقفه لا يتزحزح عنها؛ كأنه تمثال أبي الهول..! النوع الثالث هم من فقدوا الأتجاه أو الإحساس بالأتجاه، فتراهم يتخبطون خبط عشواء..فيما المنتمين للنوع الرابع، وهم عادة المرتبطين بأجندة خارجية، أو بقوالب أيدولوجية جاهزة، يتصرفون مثل بندول ساعة، يتحرك في حيز محدد سلفا؛ لا يغادر هذا الحيز.
ساسة النوع الأول أي السلسين المرنين؛ قادرون على الحراك بكل الأتجاهات، تحكمهم براغماتية المصالح، فيما يشكل الذين لا يتزحزحون عن مواقفهم، احجار عثرة في مسيرة العملية السياسية، أما المنتمين الى فصيلة المتخبطين، فإن النتيجة المنطقية لتخبطهم، هي هذه المشكلات التي نعيشها، وسببها هذا التخبط الذي أنتجه حراكهم العشوائي، بالمقابل فإن أشباه بنادل الساعات، تقليديون غير قادرين على مواجه المستجدات، والتوائم مع مخرجاته، لكنهم أخطر الأنواع على العمل السياسي..
هذه هي عناصر تشكيل مشهدنا السياسي الراهن الأربعة، أو لنقل هذه هي مواصفات الساسة العراقيين الراهنة، وهي جميعا منغمسة بشكل ما؛ في الصراعات السياسية منذ أكثر من سيعة عشر عاما، (نقول عام وليس سنة والأمر له دلالته)..وجميعهم يتحملون تظامنيا؛ وكلٌ على قدر مسؤولية، مشكلاتنا بكل تداعياتها وإسقاطاتها.
كي نخرج من دوامة الصراعات، فإننا بحاجة الى عنصر خامس، مغاير للعناصر الأربعة التي وصفناها بتركيز شديد، ومختلف عنها جميعا بالمقدمات والنتائج، وبالأصول والتفرعات، وبالمتبنيات ووسائل التنفيذ.!
نوع ساسة العنصر الخامس، هم أولئك القادرين على المبادرة والخلق والإبداع، وتحمل أثقال المسؤولية بشجاعة، وعلى أستشراف آفاق المشكلات وإستكناه أسبابها، ومقاربتها بشكل واقعي؛ متوفر على أدوات التفكير المنطقي، في مواجهة المعضلات بغية التوصل الى حلول لها..
يتعين أن يكون ساسة العنصر الخامس، من نوع لم ينغمس في الصراعات السياسية، لكنه ليس بعيد عنها..بمعنى أنه يقرأها ويقرأ نتائجها، وكان قادرا على الدوام، على أن ينأى بنفسه عنها، لأنه يعرف أن معظم أدوات الصراع السياسي الراهن، أدوات قذرة تلوثه وتلوث تاريخه!
من المؤكد وهذا ما اثبتته وقائع الأحداث؛ على الأقل منذ “قيام ” داعش، وما تلاه من فوران تنور العراق والمنطقة، ومن ثم الوصول الى ساعة وساحة “حطام” داعش، أن محور الجهاد والمقاومة الذي قاد عملية “نحطيم” داعش، وقدم في هذه العملية نهرا من الدماء، وجبلا من التضحيات.. مرتكزا على المنهج الذي يسير عليه، والخط السياسي الذي يقوده، هو الذي سيرسم ملامح العنصر الخامس وينتجه…! 
“أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ “(17 الرعد)
التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال