جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف رؤية لما كان وما سيكون وما يجب أن يكون..!

رؤية لما كان وما سيكون وما يجب أن يكون..!

حجم الخط




طيب العراقي


• تفسيرات مُقنِعة وليست مٌقَنَّعة!
• مثلثات العلاقة التفسيرية!
• مثلث أضلاعه الشيعة والكورد والسنة!
• الشيعة هم الأخسرين دوما!
• مثلث الألم والزمان والمكان!
• الكورد يبنون دولة بحليب الإقتصاد العراقي الذي أنهكوه!
• عندما أزيل السلطان، لم نجد إلا عراق قاعا صفصفا!
• مثلث الجغرافية العراقية!
• نهوض الوسط والجنوب، يعني إنفلات الأمر من بين أيدي أصحاب السلطان!
• مثلث الدولة أضلاعه رئاسات الجمهورية والبرلمان ورئاسة الوزراء!
• رغبة أمريكية لتحويل مثلث الدولة الى دائرة!
• الكاظمي مجرد نقطة تدور في المدار الدائري الأمريكي!
• ما هي أضلاع المثلث الضامن؟!
تقدم طريقة ترتيب العناصر المترابطة؛ وذلك بترتيبها على هيئة مصفوفات من المثلثات؛ تمتاز أضلاع كل مثلث فيها، بتواشج قوي بالعلاقات البينية، أطرا ملائمة بشكل مدهش، لتفسير مشكلات العمل السياسي المعقدة.
تقوم هذه الطريقة على وضع العناصر المترابطة، على أضلاع مثلث متساوي السيقان، للإنتقال من العلاقة الخطية، حيث يوضع عنصرين على رأسي خط مستقيم، الى علاقة محكومة بالقوة والتوازن والترابط المحكم، حينما نُدخل عنصرا ثالثا على نفس الخط المستقيم، مع إزاحة الى اليمين أو اليسار، وبنفس مقدار قوة تأثير العلاقة الخطية؛ ليتشكل مثلث العلاقة بثلاثة عناصر..
هذه المقدمة نجدها ضرورية جدا، كي نضع القاريء الكريم؛ في صورة التفكير المنطقي، للوصول الى تفسيرات مُقنِعة وليست مٌقَنَّعة، لما يدور من أحداث في خضم متلاطم، يضع القرار وصناعه إزاء حيرة تقديرات مبهمة او خاطئة.
هنا في العراق، حيث الصراع على أشده، حتى بين العناصر المتشابهة أو المتقاربة بالتوجهات، أمامنا عدد لا يحصى من مثلثات العلاقة التفسيرية، أقتضى موضوعنا الذي نحن بصدده، أربعة منها فقط لأنها أهمها، وأكثرها قدرة على بناء رؤية، لما كان وما سيكون وما يجب أن يكون!
في مثلث مكونات الشعب العراقي، فإن الأضلاع الثلاثة الأكثر تمثيلا وواقعية، هو مثلث أضلاعه الشيعة والكورد والسنة، مع إقتراب باقي المكونات والأقليات، من أحد أضلاع المثلث، وحسبما تقتضيه الأحوال والظروف.
على مر التاريخ المنظور لسكان بلاد ما بين النهرين، وهي حدود أوسع من العراق الحالي، فإن الشيعة وعلى الرغم من كونهم أكثرية، إلا أنهم كانوا دوما مهضومي الحقوق، من قبل السلطات الحاكمة التي كانت غالبا من السنة، لأسباب وظروف موضوعية لسنا بصدد تناولها الآن.
 هذا الوضع جعل الشيعة هم الأخسرين دوما، حتى إذا كانوا في السلطة بشكل أو بآخر، وتعد طبيعة تكوينهم العقائدي والمجتمعي، أهم أسباب خسرانهم الدائم، فقط الآلام والماسي كانت العامل الأهم؛ في صناعة موقف موحد للشيعة، لكن هذا العامل لم يكن حاسما بسبب تشكيله هو الآخر، مثلثا مع الزمان المكان، وهو مثلث يخبو تأثره ويقوى؛ حسب التغيرات الجيوسياسية للبلاد، وهكذا رأينا من يمتدح حاكما صداميا مجرما سفاحا، كصابر عبد العزيز الدوري محافظ كربلاء في زمن النظام الصدامي، لمجرد أنه شرب من ماء نهر العلقمي، الذي يمر تحت ضريح أبي الفضل العباس “ع”..!
اليوم في فسحة الديمقراطية التي يعيشها العراق، وعلى الرغم من كون الشيعة أكثرية تزيد عن النصف بكثير، إلا أنها أكثرية مهضومة الحقوق كما كانت دوما، لأن همْ المحافظة على عراق واحد موحد، بات أولى أولويات قيادات الشيعة، فيما كان الساسة الكورد؛ قد وضعوا مصالح أقليمهم الجيوسياسية فوق كل الإعتبارات، وبضمنها إعتبار وحدة العراق، الذي قدموا إنموذجا بكيفية تعاطيهم معه، من خلال قيامهم بإستفتاء على الإستقلال عن العراق، وهي خطوة كشفت عن أنهم ليسوا في وارد البقاء مع العراق أبدا، وسيخرجون مستقلين إن عاجلا أو آجلا، ولكن بعد أن يبنوا دولة كاملة المقومات، بحليب الإقتصاد العراقي الذي يعملون بلا هوادة على إنهاكه.
السنة من طرفهم وبعد أن كانوا”اسيادا” لقرون طوال، كان العراق وشعبه ومقوماته ومقدراته، تحت أيديهم يتلاعبون بها لتثبيت السلطان الذي كان همهم الأول، فيما تنحى لديهم هم بناء العراق ومستقبله الى المرتبة الثانية، وهكذا عندما أزيل منهم السلطان، لم نجد إلا عراقا قاعا صفصفا، وهم وبعد سبعة عشر عاما من التغيير، لم تغادرهم عقلية السلطان ببعديها المعروفين القوة والمال، فأنتجوا تنظيم القاعدة الإرهابي وما بعده سلسلة التنظيمات المتطرفة، التي دمرت العراق وشعبه وأحالته الى أطلال عراق.
في مثلث الجغرافية العراقية، فإن الأضلاع متكونة من وسط وجنوب بائس متخلف، بإرث مخرب بقصد عدم إفساح المجال له لإن ينهض قط، لأن القائمين على القرار كانوا يعون حقيقة أن نهوض الوسط والجنوب، يعني إنفلات الأمر من بين أيديهم الى الأبد، الضلع المكاني الثاني هو الضلع الكردستاني، الذي أشرنا أنه سيكسر مثلث الجغرافيا بأقرب أجل ومتى ما تمكن من ذلك، ولذلك فإن بناء وإعمار وتشكيل مقومات الإنفصال قائمة على قدم وساق.
الضلع المكاني السني أدرك أن قوته في أن يلم نفسه على بعضه، ويبني بشكل عاجل مناطقه كي يجعلها مناطق جاذبة للأفراد والجماعات السنية، ويعطيهم أسباب القوة والتأثير بالقرار العراقي، توطئة للحظة الإنقضاض المجدد على السلطة، وهو الحلم الذي لن يغادروه أبدا..
ثمة مثلث ثالث هو مثلث الدولة الذي تتشكل أضلاعه من رئاسات الجمهورية والبرلمان ورئاسة الوزراء، وهو مثلث أراد له مصمم العملية السياسية الأمريكي، أن يتحول الى دائرة تدور في فراغ إرادته ومصالحه، وهكذا وجدنا دائما ومنذ تغيير عام 2003؛ رئيسا للجمهورية ورئيسا للبرلمان، متناغمين تماما مع الدائرة الأمريكية، لكن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي تصرف تصرفا مسؤولا، بغبة إبقاء المثلث مثلثا؛ لا ان يتحول الى دائرة، وكانت النتيجة أن تم كسر ضلع عبد المهدي، عبر دفعه الى الإستقالة دفعا بمسلسل التظاهرات والإحتجاجات، والإتيان برئيس وزراء جديد (الكاظمي)، الذي من المؤكد ومن خلفيته وتاريخه وكيفية تكليفه وملامح حكومته، سيكون مجرد نقطة تدور في المدار الدائري الأمريكي..
بقي المثلث الرابع وهو مثلث أضلاعه؛ المرجعية الدينية والحشد والشعب، وهو الذي يمثل الضمانة الأكيدة لعراق المستقبل الزاهر، فإن المثلثات الثلاثة التي ذكرناها آنفا، تسعى سعيا محموما، لتدميره والإنقضاض عليه، وهذا ما لن يكون لأنه المثلث الذي لن يكون العراق عراقا بدونه..
التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال