الشيخ محمد الربيعي |
الحرية نستطيع ان نعطي تعريفا ومفهوما : بأنها الحق الطبيعي الذي لابد من توجيهه وفق مقتضيات الحق ومستلزماته ، وهي قوة تعين الفرد والجماعة على ادارة شؤونهم بما يجعلهم في محل الابداع والانتاج .
فلا تكون حرية عندما تكون تؤدي الى إبطال الحق ، او أن تأخذ بالفكر المنحرف الضال وتسلك مسلكة .
إن الارادة الالهية ارادت بضوابطها وكتبها ورسلها أن يبقى الانسان بمسار الحرية الحقيقية من خلال الانذار والتنبيه لما قد يجعله عبدا سواء على صعيد المقومات الذاتية ، والمقومات الموضوعية .
يجب علينا أن نفرق بين الظلم والحرية فعندما تتعدى على حقوق الاخرين هنا تتوقف حريتك وتكون ظالما ، فلم تفسر الحريات او تعرف ان معناه الاعتداء على حقوق الاخرين اومقدساتهم .
ان دول الاستعمار والاستكبار لم تعرف معنى الحرية ، ولاحدودها ولا كيفية وتبويبها سواء اتجاه انفسهم ومع الاخرين ومحيطهم وسياساتهم وعلاقاتهم ، وقد اتخذوا الحرية والديمقراطية ، مجرد شعارات واقوال ، حتى كان المفهوم الحقيقي لحريتهم هو الضياع ، والتشتت ، والانحراف ، والعدوان ، والسيطرة على الشعوب .
فأعتقد ما نشاهدة اليوم في الولاية المتحدة الامريكية من الاعتداء على مواطنيها ، والفوضى التي جرت كانت ، كاشفة للعيان انهم يعيشون الفوضى والارباك الذاتي ونالوا مساوء و فوضى الحرية المزيفة التي ارادوا ان يضللوا المجتمعات بها ، وادعوا انهم اصحاب حقوق الانسان ، التي بالحقيقة حقوق ببواطنها وسلوك التطبيقي لها ، تجعل الانسان يتحول الى حيوان لايعرف الا بطنه وفرجه ولو كان ذلك على حساب الاخرين .
ان الشريعة الاسلامية المقدسة بدستورها القران الكريم ورسولها العظيم سيد الكون محمد حبيب القلوب وشفيع يوم المحشر ( ص ) قد اوضحوا بأشارات عدة معنى الحرية الحقيقة وان الحقوق والواجبات التي وجدت على الارض انما لاعمارها وصلاح البشرية المتواجدين عليها جميعا دون استثناء ، وهي الحرية الحقيقة لانسان ان التزمها وطبقها .
يا ابناء شعب العراق الابي
انتم الاحرار الحقيقين عندما كنتم بأشد الصعاب متمسكين بقيمكم الانسانية الاسلامية ، وكنتم محافظين على الاملاك الخاصة والعامة رغم كل الظروف ، فطمتم شعبا تستحقوا ان يكون بلدكم عاصمة دولة العدل الالهي ، وانتم جيش ذلك الامام الكبير قرة عين المظلومين والطالبين للحرية الحقيقية الامام الحجة بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه الشريف)
اللهم احفظ العراق وشعبه