محمد البدر |
نضجت التنظيرات السياسية في الفلسفة اليونانية على يد المدرسة الابيقورية وكان من أبرز فلاسفتها ومؤسسها هو الفيلسوف أبيقور.
ولد أبيقور في جزيرة ساموس اليونانية عام(341ق.م) وتوفي في أثينا عام (270 ق.م).
نجد في الفلسفة السياسية لأبيقور الجذور الأولى بشكلها البدائي لنظرية العقد الإجتماعي التي أبرز من نَظَرَ لها الفيلسوف الإنكليزي(توماس هوبز).
يقدم أبيقور نظريته السياسية وفق تسلسل عميق وجميل من الأفكار المترابطة حيث يرى أبيقور :
– إن الإنسان كائن أناني بالفطرة.
– بإعتباره أناني فهو بالتالي يحب الفردية.
– بذلك فإن أساس المجتمع هو الفردية.
– لأنه أناني فهو يتحرك وفق مصالحه الشخصية.
– نتيجة لذلك يحصل تصادم وتدافع وتنازع بين الأفراد بسبب أنانيتهم وبحثهم عن مصالحهم الشخصية التي تشكل الدافع الأول لتحركاتهم.
وللحد من النزاعات والتصادم بين أفراد المجتمع ولحفظ مصالح الكل تعارف أو تواضع أو أتفق أفراد المجتمع على إحترام مجموعة نُظم والتقيد بها للحد من التنازع بينهم وهذه النظم هي (القانون).
ونتيجة للتقيد بمجموعة نظم محددة نشأت لدينا السلطة وتكونت الدولة.
وبذلك فإن أبيقور يرى إن مهمة الدولة هي حفظ المصالح العامة وصون مصالح الأفراد وأمنهم وحمايتهم.
أبيقور يرى وجوب التمسك بالقانون والنظام وضرورة الانصياع للسلطة الحاكمة وحفظ كيان الدولة حتى لا تحصل فوضى ونعود إلى صراع المصالح الشخصية وتصارع الأفراد لحفظ مصالحهم.
أبيقور لم يكن ملحداً كما يشتهر عنه بل كان يقول إن الإيمان أو عدم الإيمان بالآلهة شيء غير مهم، وأن الدين مصدر خوف وصراع، وأن الآلهة غير مهتمة لكائنات بسيطة وضعيفة مثل البشر.