جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف العدالة الاجتماعية المفقودة..

العدالة الاجتماعية المفقودة..

حجم الخط


رأفت الياسر |

لا ننفي ما تعرض له المعارضون لصدام من معاناة و حرمان ولكن هذا لا يبرر نسف مبادئ العدالة الاجتماعية امام تضحياتهم الجسيمة تلك وكأن الشعب العراقي كان يعيش في النعيم بزمن البعث.
قصة الإمتيازات الخاصة لمُعارضي النظام تذكرني بالحروب التي قادها الامام علي عليه السلام ضد المُعارضين الاوائل للنظام الأموي وهم صحابة النبي المقربون.
سبب تلك الحروب كانت تتمحور حول العدالة و اللاعدالة فهؤلاء يريدون خدمة جهادية خاصة لأنّهم سبقوا الناس بالجهاد ولهذا ثاروا ضد الامام علي عليه السلام  الذي ساواهم مع الناس.
بعيداً عن الإستهداف الإعلامي الطائفي بتناول مسألة مخيم رفحاء وترك الفئات الاخرى.
ولكن ينبغي فهم أصل المشكلة التي تتعلق بفقدان العدالة الاجتماعية.
فماذا إستفاد الشيعي الجنوبي من جهاد هؤلاء ومن تأريخهم النضالي؟
هذا التأريخ الكبير اذا لم يتحول لمستقبل يخدم الناس فهو لعنة.
سوء الخدمات في الناصرية و البصرة لم يكن بسبب الدور الخبيث للسفارة الأمريكية او حزب البعث او الجني الأزرق وانما بسبب فشل هؤلاء المُعارضون لصدام بإدارة ملف الخدمات بهذه المحافظات ولا أحد غيرهم فهم من مسك وما زال يمسك إدارة الدولة بكل مفاصلها.
خضتُ جدالاُ عقيماً مع أحد المستفيدين من رفحاء وهو يستلم 3 رواتب او ربما 4 لا اذكر بالدقة.
واخبرته ان هذا ينافي مسألة العدالة الاجتماعية
فلماذا يبقى الناس يسكنون الصفيح في زمن صدام وبعده وفئات اخرى تسكن افضل المنازل ولديها حسابات مصرفية وهم يعانون نفس المعاناة ويقدمون نفس الخدمات بل الفئات المستفيدة من نهب الدولة هي اكثر ضرراً من ساكني الاكواخ.
إنتهى الجدال هذا بإتهامي بأنني بعثي أريد إعادة أمجاد صدام من جديد!
نفس التهمة التي كانت تواجه الخط العلوي بأنّه خط خارجي يريد حرف الاسلام بمحاربة المُعارضين الأوائل.
والغريب في الموضوع وبعد إنتشار الفقر وخراب البلد حتى إنك لا تجد طريقاً سالكاً او مسشفى صالحاً وبعد ذلك يأتون للمطالبة بتعديل هذه القوانين؟
أين كنتم عن التعديل قبل أن يغضب الناس ويغضب الله لغضبهم؟
شخصياً مع النظرة الرحيمة حتى لعوائل حزب البعث من باب ولا تزروا وازرة وزر اخرى فكيف بالمُعارضين لحكم الطاغية؟
 ولكن ينبغي ان تسود هذه الرحمة جميع العراقيين وخصوصاً ساكني الأكواخ و الصفيح.
وبعيداً عن خراب فتنة تشرين وإستغلالها من قبل الإعلام الأمريكي فإنّ الشعب المحروم ما عاد يطيق المزيد من السياسات الازدواجية لسرقة الدولة بالعناوين المُحترمة.
فإن أسنان الفقراء الصفراء ستتحول يوماً الى أنياب قاطعة لهذه السياسات و سائسوها وما ذلك على الله ببعيد.
التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال