جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف ازدواجيات الاحزاب: الأفكار والتطبيق !!

ازدواجيات الاحزاب: الأفكار والتطبيق !!

حجم الخط


مازن صاحب |

كم هي جميلة الأفكار ؟؟ تمضي بنا في دروب الحياة .. تجعل الانسان في وسطه المجتمعي صاحب فكر وعقيدة .. يختلف عن غيره للالتزام بما تتطلبه افكاره .. من اتفاق الأشخاص على منهج فكري .. تظهر الجماعة .. ومنها ينبثق الحزب السياسي الذي يمثل مركب الوصول بالافكار وجماعاتها إلى السلطة ..من هنا يظهر الاختلاف بين الناس واحزابهم ..حينما يقف المواطن/ الناخب أمام صندوق الاقتراع لانتاج دولة مدنية عصرية للحكم الرشيد.
عراقيا ..اختلفت الأفكار وتضاربت مصالح الاحزاب ما بين موروث يتباهي به الرواد الاوائل عن تلك التضحيات التي قدمت قرابين لكرسي السلطة .. فيما شباب ساحات التحرير العراقية يتساءلون . …( نريد وطن ) !!
هكذا تظهر ازدواجيات متعددة الأطراف للاحزاب المهيمنة على سلطة مفاسد المحاصصة وحكومتها العميقة وسلاحها المنفلت والاجندات الاقليمية والدولية للاحزاب المهيمنة على السلطة في عراق اليوم ..
هذه الاحزاب قدمت الغالي والنفيس في العمل السياسي المعارض لما عرف بالمشروعية الثورية في عقود حكم مضت .. وحين سنحت لها فرضيات نقل الأفكار من متون الكتب والحلقات الحزبية إلى مقاعد مجلس النواب والسياسات العامة للدولة لم يستطيع الاباء المؤسسون إذا ما صح لنا اعتبار مجلس الحكم محلا لهذه الصفة من بناء دولة بل انغمسوا في مطلب الولاية وان كانت من معطف مفاسد المحاصصة .. حتى باتت المساحة كبيرة والفجوة عميقة بين تلك الأفكار التي ما زالت هذه الاحزاب تسوق مظلومية متجددة في الدستور العراقي النافذ فقط لتضمن ولاية الكرسي لا ولاء الشعب .!!!
هكذا يظهر انتقام الارشيف من صفة المواطنة لاي عراقي ما بين صفة ( الجهاد خارج العراق في صفوف المعارضة) وبين ( اثام الأنظمة السياسية وما تحمله أهل الداخل من صنوف الاتهامات مقابل ضنك المعيشة في ظل حصار أمريكا الجائر) حتى بات العزف على هذه النغمة النشاز صفة ذميمة ودائمة في كروبات التواصل الاجتماعي حين لا يستطيع مريدي الجهاد الماضوي للاحزاب الرد على مطلب بناء دولة بعبارة ( نريد وطن) !!!
هذه الازدواجيات الفكرية للاحزاب لم يتم التصدي لها من قبل الرعيل الأول من هذه الاحزاب التي مثلت الاباء المؤسسون للعراق الجديد في مجلس الحكم الذي صمم واقع الطائفية السياسية والتقسيم العمودي والافقي للهوية الوطنية العراقية .. وفق الاتي : 
أولا : المشروع الكردي واضح وصريح نحو الانفصال بعد التمكن من جميع مفردات تكوين الدولة الكردية وفق نموذج أقرب إلى انفصال جنوب السودان .
فيما تحالفت بقية الاحزاب مع دراية ومعرفة بهذا المشروع فقط للحصول على امتياز مقاعد السلطة دون المقارنة بين هذا الثمن وتلك الأفكار التي سوقت في مناهج بقية الاحزاب التي ارتمت قياداتها في وحل مفاسد المحاصصة !!.
ثانيا : بقي المشروع السياسي السني يبحث عن الحلول الفضلى للحفاظ على مكاسب امراء العشائر الاقتصادية في العهود السابقة والعمق العربي لها والمغامرة مع تنوع الاجندات الاقليمية والدولية في حربها على أرض العراق الجديد فغادرت جميع الأفكار الاخوانية بشقيها السلفي والليبرالي فقط للخروج من عنق زجاجة انغلاق الاتفاق الكردي الشيعي للاغلبية البرلمانية حتى تنال ذات ما عرف ب( التوازن الوظيفي) التعبير الآخر عن مفاسد المحاصصة!! 
ثالثا : جميع الاحزاب المتصدية للسلطة من الشيعة لم تغادر مقولة الانغماس في الاسلام كما انغمس السيد الخميني فيه .. حتى بات الحديث عن نصرة ايران في حربها الاقليمية مع واشنطن على أرض العراق مطلبا يغادر أيضا تلك الأفكار غير النمطية في الفكر السياسي الشيعي وكذلك انغمسوا في مفاسد المحاصصة بعناوين شتى لعل من بينها نصرة ايران أو نصرة المذهب أو العمل بالتكليف الشرعي ..
رابعا: لم يلتم شتات الاحزاب الصغيرة من دعاة الليبرالية ولعل ابرزهم الحزب الشيوعي العراقي الا بالتحالف مع قوى اسلامية وتلك السقطة القاتلة للفكر السياسي الشيوعي برمته .
عدا الوضوح في متبنيات المطلب الكردي .. لم تتحول أي متبنيات فكرية للاحزاب المهيمنة على السلطة إلى متبنيات بناء دولة مدنية عصرية للحكم الرشيد تساوي بين المنفعة الشخصية والمنفعة العامة للدولة .. فيما نشهد ونستمتع إلى نتائج المؤتمرات الدورية للهيئة العامة في الكثير من هذه الاحزاب لم تجلب ذلك الفكر الاصيل الذي تباهل به اليوم ما بين مجاهدين وقاعدين .. أي من تلك المطالب المطروحة في ساحات التظاهرات.. وكأن هذه الاحزاب تصوم على فكرها وتراث رعيلها الأول فيما تفطر على موائد مفاسد المحاصصة!! 
أتمنى على المفكرين في هذه الاحزاب ..العمل جدياً في إعادة صياغة العملية السياسية برمتها على نظام الاحزاب بالهوية الوطنية العراقية الجامعة والشاملة وان تكون هذه الاحزاب الجديدة تمثل العراق بخطوط الطول لا العرض .. لان خطوط العرض جاءت بها الطائرات الأمريكية لفصل محافظات الاغلبية الكردية عن الوطن الذي نريد ..وكل حزب جديد لابد وان يمثل العراق من الفاو حتى زاخو وليس على قاعدة تقسيم بايدن الأمريكي ما بين شيعة وسنة وكرد!! .
هل يمكن ذلك ..نعم من الممكن حين يظهر اباء مؤسسون ليسوا من نتاج المشروع الاسرائيلي في العراق .. بل من نتاج ساحات التحرير العراقية .. ولله في خلقه شؤون!!!
التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال