عبد الكاظم حسن الجابري |
تتبجح الولايات المتحدة الامريكية بتمسكها بالحلم الامريكي وَتُنَظِّر له, وتقنع مواطنيها بان اللحم الامريكي سيتحقق, وسيعيش الامريكيون حياة من عالم مثالي.
ويعرف الحلم الأمريكي حسب الويكبيديا بانه: " هو الروح الوطنية لشعب الولايات المتحدة الأمريكية، والتي يرى من خلالها أن هدف الديمقراطية هو الوعد بتحقيق الازدهار, ويشعر المواطنون من كل الطبقات الاجتماعية، في الحلم الأميركي الذي أعرب عنه جيمس تراسلو أدامز عام 1931، بقدرتهم على تحقيق حياة أفضل وأكثر ثراء وسعادة.
وجاءت فكرة الحلم الأميركي مرسخة في الجملة الثانية من إعلان الاستقلال والتي تنص على أن "كل الناس قد خلقوا متساوين" ، وأن لهم "بعض الحقوق غير القابلة للتغيير" والتي تضم " حق الحياة والحرية والسعي وراء تحقيق السعادة ".
ضربت الجائحة العالمية المعروفة باسم كورونا معظم دول العالم, ومنذ اكتشاف اول حالات اصابة بالفيروس نهاية عام 2019 في الصين, اخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاستخفاف بالوباء, والتعامل معه بسخرية, وانه وباءً بسيطا سينتهي مع بداية الصيف.
سرعان ما وصل الوباء إلى أمريكيا, وبدأت خلال أيام تسجل تزايداً ملحوظاً في الاصابات والوفيات, لتتخطى دول العالم وتصبح في صدارة الدول المتضررة من هذا الوباء.
مع دخول الوباء للولايات الأمريكية, أخذ الناس ينزلون إلى الشوار والأسواق وهم في حالة هيجان وخوف ورعب شديد, وبدأت المواد الغذائية والمنزلية تنفذ في المتاجر, وقام الأمريكيون بتكسير المحلات وسرقتها, وبدأ المجتمع الأمريكي مجتمعا منهارا ومفككا.
بينت الأزمة الفقر المادي الذي يعيشه الأمريكيون, وليس كما يصوره الإعلام من عيش رغيد ورفاهية, كما بينت الأزمة الفقر الاخلاقي وضحالة الأمن الاجتماعي للمجتمع الأمريكي, والادهى من ذلك عمد المواطنون الأمريكيون إلى تجهيز أنفسهم بالسلاح, وكانت الطوابير مهولة أمام متاجر الاسلحة.
مارس الأفراد الأمريكيون الأنانية باشع صورها, وأخذوا يتنافسون لحفظ أنفسهم بشكل شخصي, ولا يهمهم بقية الأفراد داخل المجتمع.
كما أثبتت الأزمة الواقع الصحي المتردي المخيف داخل الولايات المتحدة الأمريكية, ومن بداية الأزمة برزت الحاجة للمعدات والمستلزمات الطبية, وأصبحت الكوادر الطبية ترتدي أكياس النفايات البلاستيكية بدلا من البدلات الطبية, واخذوا يغسلون الكمامات لإعادة استخدامها, أو تمزيق الملابس القديمة وصنع كمامات منها.
هزة جائحة الكورونا أثبتت أن أمريكا ليست المكان المثالي في العالم, بل على العكس أثبتت الأزمة إن أمريكيا من أخطر الاماكن للعيش في العالم, وأن لا مجال ولا رحمة فيها للفقراء بل يُتْرَكون ليلاقوا مصيرهم.
الحلم الأمريكي تبعثر في أول هزة مجتمعية واجهتها هذه الدولة التي تمارس "البلطجة الدولية" وأثبتت أن أمريكيا عبارة عن عصابة دولية منظمة تمارس الإرهاب العالمي, وتستغل الإعلام لإظهار نفسها بأنها الدولة الأولى في العالم برعاية الحقوق والحريات وخدمة مواطنيها.
ومن نافلة القول أوجه كلامي إلى أولئك المخدوعين بأمريكا, أن يأخذوا العبر والدروس والعِظَة من هذه المشاهد التي تابعناها خلال فترة الجائحة في أمريكا, وإن لايبنوا امالهم على دولة تعتبر سفك الدماء وقتل اكبر عدد من الناس انتصارا.