جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة


حامد البياتي |

دعونا نبشر الشوفينيين والشعبوبين والشعوبين، بان اللون الاسود والبرونزي والشكولاتي، لن يتآكل، لانه من صبغة الله وخلقه وسنته في الذين خلوا، ولن تجد لسنة الله تبديلا، وانما تتآكل الامبراطوريات التي تبني مواهبها وتنسجها على هوى اللون والعنصر والعرق٠
ليس صحيحا، ان تكون الحضارات حكرا وحصرا لاصحاب البشرة البيضاء فقط، بل على العكس تماما، فتاريخيا كانت الحضارات من حظوظ الملونيين، فهذه ( كوش الحبشية ) التي ولدت تزامنا مع حضارة الفراعنة، وهي من امهات الحضارات، لم تكن بيضاء، وكذا الامر مع البابليين والسومريين والاكديين، وراهننا ايضا، فالعنصر الاصفر وبالتحديد الصيني، سيفوز في سباق الحضارات القائم، وعلى مرتبة الشرف، في بضع سنين، وسيضع البيض وحضارتهم التي ملات الدنيا، سخاما ودخانا، ان بقيت ولم تتفت، في المرتبة الثانية٠
ويجدر ذكره، ان كثيرا من الدول البيضاء محرومة من الالق، وتصنف في اخدود التخلف وعدم الارتقاء، كپولونيا وروسيا البيضاء والبانيا وصربيا ودول البلطيق وهلم جرا٠
انه ومن دواعي الاسف والحرقة، لن نشهد نهاية قريبة لافة العنصرية، رغم اختفائها في مواسم، مع اننا ساورنا بعض الرجاء بان ستارة النهاية قد اسدلت عليها وخصوصا بعد وصول باراك اوباما الاسود الى المكتب البيضاوي في البيت الابيض، ولكنها ظهرت وبشراهة الذنب، في عهد ترامب ورهطه الانجيلين الصهيونيين، وستبقى مفاعيلها الموجعة، تطلق عادمها، رغم التنظيرات والمرئيات والممارسات التي تسعى لمكافحتها٠
وقد شخص المفكرون وذوي الالباب، عدة عوامل وراء انتفاخها وانتشار قيحها وصديدها، ومنها:-
اولا- الجهل والعوام والسواد الاعظم، باعتبارها الحواضن والاحواض التي تنتشر فيها اصداف العنصرية، لهذا فكل ارتقاء فكري وانساني، يؤدي الى سحق المزيد منها التي تحول بين القبائل والشعوب للتعارف، ولهذا نرى ان هم وغم، القامات الفلسفية واساطين الفقهاء واساتذة العصر، هو كيفية القضاء عليها والتخلص من شرورها وشيطنتها وتغولها كمالكومي اكس ومارتن لوثر كينج ولويس فرخان محمد من الملونيين، وبرتراند راسل وجان پول سارتر وروجيه غارودي من ذوي البشرة البيضاء، وغيرهم٠
ثانيا- الثقافة الموروثة ودورها المريض في تكريس العنصرية، وتدوينها وتدويرها، باعتبارها عرفا اجتماعيا يعد من التابوهات المحرم الخروج عليها، فعلى الرغم من مرور قرنين ونصف على حرب الاستقلال الامريكية، واكثر من قرن ونصف على توقيع لينگولن على قرار تحرير جميع العبيد في امريكا، الا ان المواطن الابيض ( الا مارحم ربي ) يشعر انه من الدرجة الاولى وغيره الملون او اللاتيني او الاقلي من الدرجة الثانية، ولا يكاد ينسى او هكذا صور له، ان السود وجدوا لخدمته ولتحقيق رفاهيته، وقد عجز حتى الرئيس كنيدي المغدور، ان تكون  المدارس موحدة لهما، فما بالك ببقية اندية الحياة، وخصوصا في مجال الشرطة التي تعتمد في اغلب الاحايين على العناصر التي تصنف من  الشقاوات او البلطجيات او من نوع سقط المتاع ، ومما ينبغي ان يعرف، ان الشرطي يؤهل في سبعة اسابيع لتنفيذ القانون، بينما المحامي ينفق من عمره سبع سنين لدراسة القانون في امريكا، لذا لانستغرب ان نرى ركبا عاصفة عاتية تخنق اعناقا سوداء٠
ثالثا- الشعبويون، وهم لون خبيث من الساسة، يركبون غرائز العوام، لسوقهم باتجاه اجندتهم، او يسارعون للتناغم والتغازل مع شعاراتهم التي يطلقونها، كنيجل فرج الذي اسس حزب البريكست في بداية عام ٢٠١٩ وقد كان زعيما لحزب الاستقلال سابقا، والذي اخرج بريطانيا من منظومة الاتحاد الاورپي، بعد ان اثرى هاجس الراديكالين والغوغائين بالانفصال، او كزعيم حزب التقدم السياسي اليميني النرويجي كارل هاغن الذي لايحسن الا الطعن بالاجانب، وتأليب شريحة من الشعب ضدهم، او كدونالد ترامب الذي لم يرى مثل حماقته بالبلاد، والذي سعى الى بناء جدارا عازلا وصارما مع المكسيك، واصدر قرارا في منع استقبال المهاجرين واللاجئين من الدول الاسلامية، والاقدام على تعطيل وافساد الكثير من المنظمات العالمية٠
والغريب ان اغلبية زعماء هذه الاحزاب الشعبوية غارقين في الفساد الجنسي والمالي، ويوميا تحاصرهم ملفات اغتصاب ورشاوي وتحايل ضريبي، والرئيس الامريكي ليس ببعيد عن فضائح الصحافة ووكالات الانباء٠
ومع الاسف، فنحن ايضا ابتلينا بسياسين يمكن تشبيهم باعذاق تمور الخعرود والمعافارة، القليلة اللحا والعظيمة النوى، والتي وبخ الرسول الاعظم صلى الله عليه واله المتصدقين بها للفقراء، فقسم منهم، حاكما في النهار وارهابيا في الليل، واخر، كثير الحكمة، اذ يرى ان نهري دجلة والفرات من اصل ايراني، وثالث ينصح المفاوض العراقي ان لايثق بالامريكي الذي يسيس التجارة والاقتصاد وخصوصا السلاح، فوا اسفاه عليه من سياسي يزعم بانه سيد المقاومة العراقية، وهو لايعرف وجه امريكا من قفاها، ومكرها من كيدها، فبعد ان سكن اليها سنين، خرج من طول صمته متعنترا عليها مؤخرا، بعد ان حبسه الخوف طويلا، ولاشك ان الصواريخ الايرانية التي دكت معسكر عين الاسد الامريكي، وشاحناتها النفطية التي مخرت بدلال ورشاقة، امام الاساطيل الاطلسية الواجمة، في طريقها الى حليفتها الدافئة فنزويلا، هي من حلت عقدة لسانه، لانها اصبحت قضاءا وقدرا وامرا نافذا في ساحة الاحداث٠

قال تعالى في كتابه المجيد ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم )٠
صدق الله العلي العظيم٠
١٨/٦/٢٠٢٠
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال