قاسم الغراوي |
بهذه الكلمات كانت ثورة العشرين المباركة لفتوى المرجع الديني الميرزا محمد تقي الشيرازي ١٩٢٠ م
(….. وإياكم والإخلال بالأمن، والتخالف والتشاجر بعضكم مع بعض، فإن ذلك مضر بمقاصدكم، ومضيع لحقوقكم التي صار الآن أوان حصولها بأيديكم، وأوصيكم بالمحافظة على جميع الملل، والنحل التي في بلادكم، في نفوسهم وأموالهم وأعراضهم، ولا تنالوا أحدا منهم بسوء أبدا. ان مطالبة الحقوق واجبة على العراقيين، ويجب عليهم في ضمن مطالباتهم، رعاية السلم والأمن، ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا أمتنع الإنكليز من قبول مطالبهم) .
بفخرٍ واعتزازٍ نستذكر هذه الأيام الذكرى المئوية لثورة العشرين، تلك الثورة التي توحدت فيها إرادة العراقيين بمختلف أطيافهم ومكوناتهم، من أجل سيادة البلد وحريته وبناء دولته المستقلة الحديثة.
لم تكن ثورة العشرين عفوية ارتجالية وانما كانت ارادة شعب انتفض من اجل حريته وكرامته ضد احتلال غاشم وكان هدفها تحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية وكانت لها قياداتها وتوجيهاتها ودعمها المالي وان لم يكن بالشكل الكافي لتحقيق النصر العسكري على الجيش البريطاني.
ان دور المرجعية الديني كان له دورا اساسيا وواضحا في اعطاء المشروعية للثورة كما عهدناها حينما اعلنت الجهاد الكفائي ضد زمر داعش الارهابية التي هددت وجود العراق وشعبه وكذلك كان دور علماء الدين في المشاركة في العمليات القيادية والجهادية والتعبوية لثورة العشرين وللسادات وشيوخ العشائر ايضا دور واضح ومهم فهم رجالات وطنية بامتياز لها تاريخها وقيمتها الاجتماعية والمعنوية.
لقد كانت ثورة العشرين نبراساً هادياً لبدايات تشكل الدولة العراقية، وكانت محطة أساسية في تكوين الوعي الوطني الحريص على استقلال العراق والمدرك لقيمة بلد حر مستقل.
كانت ثورة العشرين وما زال ذكراها مصدر إلهام للشعب العراقي في الدروس والعبر التي يستعيدها العراقيون بما يرسّخ فيهم قيم الوطنية الحقة، وفي هذه الذكرى المئوية للثورة نستعيد باعتزاز تضحيات الشهداء الأبرار، وبما قدمه البُناة المؤسسون من اجل تأسيس دولة حديثة مستقلة.
بعد مئة عام على الثورة نستمد العزم من شعبنا صانع الثورة، ونستلهم الإرادة من الثوار الرواد في بناء دولة حرة وكريمة مستقلة لها سيادتها وقرارها المستقل بعيدا عن الاستعمار والهيمنة الامريكية.