قاسم سلمان العبودي |
عندما ألهبت أفكار السيد الشهيد الصدر الأول ، حماس الشباب الرسالي الحركي آنذاك ، بعد أن تلاقفوا فكرة ولاية الفقيه المباركة ، لم يهدأ للسلطة الغاشمة بال ، ألا بعد أن قررت أعدامه وعلى رؤوس الأشهاد . لم تبدي النجف حينها أي ردة فعل سوى النحيب الصامت في بيوت حيطانها لها آذان ربما توصل ساكنيها الى حبل المشنقة الذي لا يكلف النظام سوى ( جرة ) قلم بعثي .
في هكذا جو مشحون ظلم السيد الشهيد وأخته العلوية الطاهرة ، ودفع ضريبة ولاية الفقيه المباركة ، حياته الشريفة . لكن الغريب والملفت للنظر أن تعاد هذه الظلامة مره أخرى بعد أربعون عاماً على أستشهاده ، وبنفس أسلوب البعث الكافر المقزز .
· لماذا الآن تحديداً ؟؟
نحن نعلم علم اليقين أن البعث ورئيسه المهزوم كان أداة من أدوات أمريكا ، التي حاولت أجهاض فكرة ولاية الفقيه ، التي أحست بخطرها القادم عندما نجحت الثورة الأسلامية المباركة في أيران ، بزج العراق بحرب ثمان سنين طاحنه ، لأفشال الثورة وأسقاطها ، وهذا لم يتحقق لسببين :
الأول هو الأمداد الغيبي الذي أراده الله لهذه الثورة أن تستمر كخط مواز لخط الشيطان كي تستمر النظرية التكاملية للأمة من خلال الأيمان المطلق بولاية الفقيه المباركة من عدمه .
والسبب الثاني ، هو همة قادة الثورة الذين شمروا عن سواعدهم في الأنصهار في بودقة الثورة الأسلامية ، والتي كان الشهيد الصدر أحد روادها بلا أدنى شك .
اليوم هنالك مشروع أمريكي لتسقيط العمامة التي تشكل خطراً حقيقياً على الوجود الصهيوني ، من خلال أذرع واشنطن في المنطقة العربية . وما أستهداف الشهيد الصدر بتلك القباحة الآن ألا حلقة في ذلك المسلسل .
أنا أعتقد أن الخطر لا يكمن في الأستهداف فقط ، بل أن الخطر الحقيقي يكمن بالصمت من قبل الذين جعلوا من الشهيد الصدر رمزا ( لكفاحهم ) السياسي ، أزاء ما يحاك من مؤمرات قذرة على أيدي مخلفات البعث وقاذوراته المجهرية .
كان يجب أن يكون رد الأحزاب الشيعية التي تتبنى فكر الشهيد الصدر .. (والصدر منهم براء ) أن يكون بحجم المؤامرة والتسقيط . جميع الأحزاب الشيعية اليوم لديها فضائيات ، وكتاب مقال ، وأدباء وووو...و كثير من الأدوات التي من الممكن ترد السهم على مطلقه . لكن للأسف الشديد ، رأينا هواناً وخنوع وكأن الشهيد ( الرمز ) لا يعني لهم شيئاً !!
لقد أشتركت أغلب الأطراف على ظلامة العملاق الكبير ، الذي كان مفجراً حقيقياً للثورة الأسلامية في العراق ، والتي لم يكتب لها النجاح في حينها لأسباب ، ربما أن ذكرناها تخدش صنمية البعض الذين ساهموا من حيث يعلمون أولا يعلمون ، بظلامة السيد الشهيد محمد باقر الصدر ، الذي ظلم ظلامتين .