جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة


حيدر السعيدي |

منذ عقود من الزمن يعمل معهم في نفس الدائرة، وهم يناودون عليه : ( ابو علي ) ويكنونه باسم محافظته التي قدم منها منذ ثلاثين سنة ، ويعللون ذلك بأنه ليس من مدينتهم ، بل من مدينة عراقية اخرى ونحن اهل المدينة الاصليون، فنحن اهل الشرف واهل الخير، وليس كل من يأتي الى مدينتنا وافدا يحمل وسام هذا اللقب وشرف الانتساب .
حالة التكبر التي نجدها عند البعض يصفها اهل البيت (عليهم السلام ) بانها مرض خطير وسقم مابعده سقم،  ذلك ان ائمة الهدى اعلنوها في اكثر من حديث شريف "ان المتكبر تطأه الاقدام يوم القيامة الى ان يفرغ الله تعالى من حساب الخلائق، وان الجنة لا يدخلها من في قلبه ذرة من كبر"  .
حالة التكبر اخذت منحىً جديدا في العراق اسمحوا لي ان اسميه التكبر المناطقي، فهناك مدن تدعي ان لها الشرف بان لديها مرقد امام معصوم مما يجعلها في حالة تعالي على الاخرين، نعم انه شرف كبير ولكن ابحثوا عن شرف اخر من صنع ايديكم لا من صنع السماء .
والبعض يقول ان لدي طبيعة جميلة ولست كباقي المدن التي هي عبارة عن صحراء قاحلة، وهذا الامر الهي فهناك مناطق جبلية واخرى سهلية .
واخرون يدعون انهم اعلم من غيرهم واكثر ثقافة لأن شاعرا ما او عالما في مجال ساقته الأقدار فوضع رحاله في مدينتهم ، حتى وصل الحال الى ان هناك مدن اصبح التكبر فيها سمة بارزة وظاهرة للعيان تمقتها افواه المدن الاخرى، ورائحة الحسد والبغضاء في هذه المدن تزكم الانوف .
ان كان كل الشرف لديكم وجود مرقد او جبل او شلال او معلم سياحي اوغيرها وانتم مثال واضح للتكبر والانانية، فأنتم بحاجة الى مراجعة فورية الى مصحات عقلية كي لا تصيب عدواكم المدن الطيبة الاخرى .
انتم لستم شعب الله المختار، وكل مدينة فيها مواهب علمية وملكات عقلية وتزخر اقضيتها ونواحيها بمعالم سياحية ومراقد دينية، فلاداعي ابدا للتكبر الفردي او المناطقي .
رحم الله الشاعر إيليا ابوماضي اذ يقول :
نسي الطين ساعة انه طين حقير     فصال تيــــــــــها وعربد
يااخي لاتمل بوجهك عني           ما انا فحمة و لا انت فرقد
 انت مثلي من الثرى واليه         فلماذا. يا صاحبي التيه والصد؟
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال