الشيخ محمد الربيعي|
من الدروس التي نتعلمها من منظمة الأسوة الحسنة ، والتي شرفها الله تبارك وتعالى بالدستوره ، القران الكريم [ انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا ] ، من ذلك الامام الطاهر الكريم مذل علماء الجور بعلمه الالهي النقي التقي الامام محمد الجواد ( ع ) ، درسا مهما جدا على صعيد الفرد والمجتمع ، وهو عدم مصاحبة الشر . وقد جاء بالنص الوارد عنه عليه السلام ، ( اياك و مصاحبة الشر ، فانه كالسيف يحسن مظهره و يقبح اثره) ، وبطبيعة الحال تلاحظ ان النص اشار الى عدم مصاحبة الشر دون قيد او شرط او مبرر . والشر له تعاريف عديدة وكان عند الفلاسفة تعريف ، والاديان لها تعاريف ، ولكن الذي اراه من التعريف المناسب للشر : هو كل شيء يبعدك عن الله تبارك ، ويجعلك بدائرة محبة الشيطان واعوان الشيطان من الجن والانس محل الشاهد : فنلاحظ انها ، وصية الحاضر والمستقبل ، وهي تفيد للعمل بها بكافة الجوانب وخصوصا بجانب سياسة الدولة اتجاه الدول الاخرى والجانب الدولي اهم وابلغ من ناحية الاخذ بهكذا وصية . وقد علل ( عليه السلام ) سبب عدم مصاحبة الشر لسببين بعد ان بين انه ( كالسيف) : الاول : يحسن مظهره الثاني : يقبح أثره بالنتيجة : كما ان على الشخص عند اختياره لصديقه ان يكون دقيق وتخضع تلك المصاحبة الى الدراسة والتدقيق المشدد ، كذلك على الدولة ان تكون اختياراتها في قضية الدول الصديقة ، خاضعة الى التدقيق المشدد ، من جهة علاقاتها بالدول الاخرى وخصوصا التي تنشئ معها المعاملات والمصالح ، ويجب على تلك الدول تكون من صنف المحبة للخير ولا تتبنى الشر . وتكون من ضمن الدول المرتكزة على الحق وفي خط الحق ، لان كما ان الصاحب له تأثير على صاحبه نفسيا وروحيا و اخلاقيا ، كذلك الدول فيما بينها يكون نفس ذلك التأثير على من هم على سلطة الحكم . لان العاطفة لها دورها في المؤثرات الذاتية على الانسان الاخر وخصوصا من هم في سلطة القرار . محل الشاهد : اذن يجب ان لا تنظر الى بجمال صورة تلك الدول ، وحسن مظهرها ، بل يجب ان نهتم في الاهم وهو ماهو موقعها من دول الخير وان ولا تكون من الدول الشر او مصدر لشر ، اي كيف هي سمعتها في المجتمع الدولي العادل ، وليس المجتمع الدولي الباطل . فيجب ان تبتعد الدول ذات نطاق الحق عن مصاحبة الدول ، التي تكون جميلة كالسيف ولكنها تتسبب بقتل الشعوب ودمار الاوطان ، سواء عسكريا او خلقيا ، وبالذات ان كانت ستسبب او تسببت يوما ما الدمار للبلد معين وشعبه ، وخصوصا عندما تنقلب عدو و تضربك. اذن هي وصية الى الفرد والمجتمع للابتعاد عن مصاحبة الشر واهل الشر ، وعدم الاتكال او الاعتماد على اهل الشر فطالما كانت صفتهم الغدر . نسال الله صحبة الصالحين الابرار لنا و لوطننا وشعبنا العراق العظيم