قاسم العجرش ||
إنهالت علي في هذا اليوم العظيم، رسائل من ناس اعرفهم ، ومن أحبة وأصدقاء حقيقيين أيضا، ومن أرحام وأقارب، ومن آخرينلمارهم ولا مرة في حياتي، ولا أعرفهم إلا عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي، وكلهم يطلبون إبراء الذمة!
عدد الرسائل يشكل رقما مخيفا، أشعرني كم أنا مظلوم ومنتهك الحقوق!..وكم أنا مسروق! وكم أنا معتدى عليه، وكم أنا ظالم وآثم ومعتد؟!
الحقيقة أنا لا اريد من أي كان أن يبرئني الذمة..عن ما أقترفته بحقه..فتلك مغالطة حقيرة، وسرقة للحق مكشوفة، ولكنها مغلفة بعنوان ديني مقدس بائس..لذلك أطلب من الذين يعتقدون أن لهم حق علي؛ أن يتواصلوا معي على الخاص، ويقدموا إثباتاتهم المعززة بالأدلة، وسنتفاهم بودية وحيادية على إنصافه، على أن نشرك الله جل ثناؤه وتقدست آلاؤه كرقيب حسيب.
بالمقابل أنا لا أبريء الذمة؛ كل الذين آذوني عمدا ولو بمقدار ضئيل..ولا ابريء الذمة لأي كان بالمجمل، متصنعا الإيمان، لابسا لبوس التقوى، ـ ما لم يخبرني بشكل واضح ومحدد بدقة، بمَ آذاني وكيف ولماذا..وعندها “أفكر” هل أصفح وأعفو أم لا، وعلى الأغلب سأصفح بكل أريحية؛ إذا لم تترتب على الأذية حقوق نفسية وأخلاقية، أما ان يخدعني أحدهم بطلب الصفح والبراءة هكذا بدون تفاهم جدي..فتلك خدعة لن تمر علي..!
بقي الذين أعرفهم ويعرفونني جيدا، وآذوني ولم يتقدموا ولو خطوة واحدة لرفع الأذى، أو حتى الإعتراف به، فأولئك سألاحقهم مطالبا بإنصافي عند مليك مقدر، وأوقفهم يوم الحساب أذلة صاغرين، وسينتقم منهم الجبار المتجبر..
العفو وإبراء الذمة ليست بيدي ولا بأيديكم..إنها بيد الحسيب الرقيب.. العبوا غيرها و كفوا عن إستغلال هذا اليوم العظيم، بهذه البشاعة..
أنا توجهت الى ربي الذي خلقني جل في علاه..وأوكلت أمري إليه، فهو وحده من بيده عصمة أمري..ولا سبيل لكم عليَ ما لم يفوضكم..والبشرية كلها تعلم؛ أن الواحد القهار لم يفوض أي من عباده شأن من شؤونه..حتى حقوقي الشخصية ترك تقديرها لي وليس لأحد أن يساومني بأسم الله عليها..!
كلام قبل السلام: ثمة ملاحظة مهمة في هذا الصدد، نبهني لها احد الأصدقاء الكتاب المقربين، إذ أشار الى أن رسائل إبراء الذمة ومثيلاتها؛ من رسائل التصبيحات والجمعة المباركة، وتهاني الأعياد والمناسبات العامة والشخصية، وكذلك رسائل التهنئة والتعزية، لم يكن مرسلوها قد كتبوها بأنفسهم، ولو طلبت من أغلبهم كتابة مثلها، “لإنلاصت عليه” فهي من نتاج شبكات التواصل الإجتماعي، ومعدة بعناية فائقة لغرض الترويج لتلك المواقع، ولذلك فإن هذه المنشورات المقرفة، يتم تداولها بزخم عال يشبه زخ المطر..!.
سلام..