محمد البدر |
- صراع الحضارات
ولد الفيلسوف السياسي الأمريكي صامويل هنتنجتون في نيويورك عام (1927) وتوفي عام (2008).
عاش هنتنجتون مرحلة الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وصراع المعسكرين الإشتراكي بقيادة الإتحاد السوفيتي والرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وكان لمعايشته هذين الحدثين أثر بارز و واضح على تنظيراته السياسية.
يرى هنتنجتون إن الصراع في الحربين العالمية الثانية والحرب الباردة كان صراع أيديولوجيا وتوجهات فكرية وقد انتصر بهذا الصراع التوجه الليبرالي وفيما يرى الفيلسوف الامريكي من أصل ياباني فرانسيس فوكوياما إن الصراع قد حُسم لصالح التوجه الليبرالي وبذلك فإن التاريخ قد إنتهى ونحسم النزاع يرى هنتنجتون عكس ذلك.
صراع الحضارات
هي النظرية التي طرحها هنتنجتون في مقال له ثم حوله إلى كتاب.
هنتنجتون يرى إن الصراع القادم صراع حضارات وأديان لاصراع أيديولوجيا وإن الحضارات الكبرى ستدخل تصادم ونزاع نفوذ فيما بينها وتحاول كل حضارة أن تهيمن على وتبتلع الأخرى.
يقول إن الحضارات الكبرى الإسلامية و الغربية والأفريقية والصينية و الهندية و البوذية و اللاتينية و اليابانية و الأرثوذكسية ستدخل هذا الصراع لامحالة وإن الصراع هذا سينحصر في الغالب بين الحضارات الإسلامية والغربية والصينية.
يرى إن هذا الصراع واقع لا محالة وإن الفرد بإمكانه تغيير هويته الفكرية مثلاً من ليبرالي إلى يساري أو من اشتراكي إلى رأسمالي لكن لايمكنه تغيير هويته الحضارية الإنتمائية.
ساق هنتنجتون الكثير من الأدلة والقرائن لإثبات طرحه هذا وتعضيده فتكلم عن النزاعات في دول مختلفة ودور الخلفية الحضارية في هذا النزاع مثل دعم تركيا لأذربيجان ودعم أيران للبوسنة ودعم ألمانيا لكرواتيا.
هنتنجتون أعتبر الدين عامل مهم وضروري في هذا الصراع، فالحضارة الغربية نشأت تحت ظل المسيحية والحضارة الإسلامية ماكان لها أن تكون وتجتمع مشتركات دولها لولا الإسلام.
هنتنجتون يعتبر إن التقدم والتنمية الإقتصادية والإجتماعية عامل حاسم ومهم لتحقيق الإستقرار في البلدان وبغيرهما لا استقرار ولا ديمقراطية.
كذلك يرى إن التحديث السياسي للمجتمعات لابد أن يقترن بتحديث إجتماعي وإلا سيتولد المزيد من العنف.
أبرز كتبه كتاب (صراع الحضارات).
