عدنان جواد |
مثل شعبي يطلق عادة في الارياف والصحراء لرعاة المواشي، غالبا ما ينطلق الراعي صباحا ليقود قطيعه في ارض الله الواسعة من اجل الرعي ليعود مساءً ، لكي يستراح هو وقطيعة ، لكن البعض من الرعاة الفاشلين والذي يقضي الليل مستيقظا في اللهو واللعب، لا ينهض مبكراً، فالرعيان تعود الى مواطنها بينما هو يأخذ قطيعه الجائع من اجل الرعي ناسيا ان النهار في نهايته وان الظلمة سوف تباغته وهو في الطريق فلا قطيعه يشبع ولا هو بمأمن من وحوش البر لان الليل انزل سدوله، وهذا المثل ينطبق على الكتل السياسية عندنا، اليوم تشبه ذلك الراعي (الي معاجب الرعيان سارح)، فالعالم اليوم ينظر للتنين الصيني القادم القوي للهيمنة على قيادة العالم، لتمتعه بالقوة الاقتصادية والعسكرية، هذا التنين يطير سريعا نحو القمة ، ولذلك اخذت الدول بالهرولة خلفه واقامة العلاقات به، ومن ضمن تلك الدول حليفة الولايات المتحدة الامريكية الحميمة . وكأنهم نسوا ما فعلت بهم سنة 2006 وسنة 2014 عندما اوجدت لهم تنظيم القاعدة بقيادة الزرقاوي في الاولى، والبغدادي وداعش في الثانية، من مبدا( دع الذيب بالباب) ، وانهم يفهمون هدفها، وعبر ترامب عن هذا بصورة واضحة وصريحة، وان شعار البيت الابيض ان لم تكن معي فانت ضدي، والسبب هو المطالبة برحيل القوات الامريكية من العراق، لكنها لازالت لم تحقق هدفها كاملا في العراق والمنطقة، صحيح هي تسيطر على القرار في الاقليم ، ويخضع لها غالبية الساسة في المنطقة الغربية، وانها شقت الصف الشيعي، لكن لازال الطريق الى سوريا ولبنان لم يقطع، وصفقة القرن لم تكتمل، وان مشروع التطبيع مع اسرائيل في طريقه بالرغم من ان القادة قد طبعوا لكنها تطمح بالتطبيع مع الشعوب ، وهذا ما عكسته المسلسلات الخليجية والنشاطات الثقافية والرياضية بين تلك الدول واسرائيل، واظهار العربي على انه متخلف وخادم، و ان اليهودي سيد وصاحب مال وعطوف وانساني ، كما في مسلسل ام هارون، وفي الجانب الاخر تحجيم دور ايران وتأثيرها في المنطقة وفي المحصلة فان امريكا تنظر بمنظار اسرائيل في المنطقة. وما يثير الاستغراب ، انهم يرون بأم اعينهم كيف تستغل حلفائها وتهينهم وتأخذ اموالهم وترميهم عظم كما يقال، كما تفعل مع ابن سلمان، وليس ببعيد ما احدثت من مشاكل واحراجات لحفاىها، وماذا فعلت ل (عادل عبد المهدي) عندما ذهب الى الصين من اجل المساعدة في بناء البلد وتطوير صناعته وزراعته، واستهدافه ليس شخصه وحده وانما جميع الشخصيات من المكون الاول الذي حصته السلطة التنفيذية، وخاصة التي لا تتعاون ولا تخدم السياسات الامريكية، فهو اراد ان يكون وسيطا بين ايران وامريكا، واوقف التظاهرات على السفارة الامريكية، لكن بعد يومين قصفت المطار واغتالت الشهيدين المهندس وسليماني. ان سياسات امريكا لازالت تدعم وتحرك داعش متى ما ارادت ، وهي العصا الثانية التي تمسكها امريكا بعد الاولى وهي تحريك الشارع، وهي تريد القيام بخطوة متقدمة للأمام لتمرير مشروعها السياسي في العراق، والضغط على المفاوض العراقي بالتراجع عن قرار سحب القوات الاجنبية من العراق، وداعش تريد اثبات وجود من خلال العمليات الاخيرة، ومعها الاطراف المتعاطفة معها والتي تبحث عن المكاسب، فهل الضغط بقبول حكومة الكاظمي ، لتحقيق أهداف ومصالح أمريكية توهم الناس بأنها مطالب المتظاهرين ، لتحقيق الاستقرار ولا يتحقق ذلك إلا بالخلاص من أتباع إيران، او اقناع الراي العام بان العراق لازال بحاجة للجيش الامريكي لصد هجمات داعش، وتناسي قرار سحب القوات الاجنبية من العراق الذي صوت عليه البرلمان، ان من يستفاد من الامر اصحاب المشاريع الطائفية ، والانفصال والذين يريدون التقسيم، فلماذا لا يمتلك الحشد زمام المبادرة وينهي حقبة الفساد والمفسدين والمتاجرين باسمه، والذين شاركوا في إضعاف هيبة الدولة، وافقار الناس وغناهم، وعدم مبالاتهم بحفظ وحدة العراق وانهاء حالة الفشل والتخبط والفوضى، فالدول اليوم تبحث عن الصديق الصدوق في الشرق، ورأينا روسيا ماذا فعلت لأجل منع سقوط النظام في سوريا، رغم إتحاد الدول الغربية والعربية وتركيا، بينما جماعتنا يهرولون نحو الغرب ، وهم بذلك يسيرون عكس ما يفرضه العقل والواقع مثل الراعي الي الناس راجعه لأهلها وهو سارح. مع التحية والتقدير والاحترام.