قاسم الغراوي||
الفساد في المنظومة السياسية أصبح ممارسة تنتهجها الاحزاب الحاكمة والمشاركة في السلطة ومن جميع الصنوف والتوجهات والعقائد ولانعتقد بقدرة وامكانية اي حكومة بالاقتراب من مافيات الفساد المتغول في المؤسسات والوزارات الحكومية حيث تقف وراءهم احزابهم وتدافع عنهم. على الحكومة كخطوة أولى إيقاف الفساد على أقل تقدير وهذه الخطوة مفيدة وجيدة لتحسين الوضع والحفاظ عليه من التدهور. حينما تكون هناك حكومة قوية تعتمد على الشعب ويثق بها وتحقق له الأمن والغذاء والكرامة وفرص العمل ستنجح بكشف ملفات الفساد وتعرية الفاسدين وردعهم وتقديمهم للعدالة وسيقف الشعب معها بقوة ويسندها. الكل يعرف الفاسدين والكل يملك ملفات فساد لادانه المفسدين، والكل يصرح ويحدثنا عن الفساد وبدون خجل ويعترف البعض بأنه فاسد وبدون حياء كما صرح مشعان الجبوري : (كل الطبقة السياسية فاسدة بما فيهم انا) وماصرح به محمود المشهداني أيضا معترفآ بفساد الطبقة السياسية : (نحن فاسدون فلماذا ينتخبنا الشعب العراقي؟ ) وكذلك ماصرح به هوشار زيباري حينما اراد البرلمان ان يقدمه للقضاء عن ملفات فساد قائلا : (ساكشف ملفات الفساد التي بحوزتي اذا تم استدعائي للقضاء). ومثل هؤلاء وغيرهم الكثير يحدثوننا عن النزاهة والشرف والوطنية والأخلاق وهم غارقين في الفساد حد النخاع. اعتقد ان الحكومة عاجزة كما عجزت الحكومات التي سبقتها في التعرض الحقيقي للفساد ، ففي حكومة عبد المهدي توجد ملفات فساد فدرت بثمانية وثلاثون الفآ قضية ولم يستطيع أن يتحرك خطوة واحدة، ولن يتجرا احد ان يؤشر ولو باصبع على شخص فاسد من الطبقة السياسية. الفاسدون يشكلون حكومة في الظل ولكنهم يعملون بطريقتهم الخاصة مع الحكومة ورسميا في مكاتب اقتصادية للوزارات للاستحواذ على المشاريع والاستثمارات والبنى التحتية المرتبطة بالوزارة. اكثر الذين يحدثوننا من السياسيين عن النزاهة والشرف والوطنية هم في قمة الفساد بل صمت الكثير منهم ولم ينبس بكلمة عن الفساد والسرقات في عز النهار الفاسدون خط أحمر لايمكن الاقتراب منهم لأنك ستحترق او تموت.