جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف انه زمن القواويد والعاهرات

انه زمن القواويد والعاهرات

حجم الخط

 


حيدر الموسوي|

 

السخرية من الالم والعذاب شيء كنا نراه في الافلام تبين انه واقع

فيقول صديقي الخمسيني الذي بات قريب من الخروج الى التقاعد بعد سنوات قليلة

رغم خدمته الطويلة في احدى الوزارات البائسة الا انه حتى هذه اللحظة لا يملك شبر في بلده بل لا يتمكن من سد احتياجاته وفق الراتب الذي يتقاضاه لاسبوعين

كونه تنقل منذ زواجه قبل اكثر من ٢٥ عام وعلى وشك انه يكون جد في الفترة المقبلة بين المنازل والشقق التي يدفع فيها بدل الايجار المرتفع حتى وصل الى بدايات الخمسين من العمر وادركه مرور الوقت سريعا دون ان يتمكن من شراء شبر واحد نتيجة التزامه الاخلاقي والشرعي ولم يمد يده على اموال الدولة

وبعد ان حسبوا له التقاعد تبين انه سيكون ٦٠٠ الف دينار في الشهر حال خروجه بمعنى انه سيقوم بدفعه لصاحب المنزل الاصلي ويبقى من دون فلس واحد في جيبه

سألته ماذا ستفعل

اجاب بانه يفكر بشراء تكتك ساخرا من حاله بعد هذا الوقت الطويل الذي قضاه في خدمة الدولة

وبالتالي ماذا ينتظره بعد التقاعد سوى الموت والقبر من دون ان يترك سقف لاسرته وما سيؤول مصيرها

هذه القصة هي يعيشها عدد كبير من العراقيين جراء عدم بيع اخلاقهم والتزامهم القانوني والشرعي

قبال ذلك هناك الالاف من الموظفين الذين سرقوا ونهبوا المال العام في تلك الوزارات بل بعضهم تمكن من شراء عقارات في بلدان مجاورة وما يملكه من الاموال تكفيه واسرته لاكثر من ٤٠ عام

انها المفارقة الغريبة والعجيبة

بين الموظف النزيه والموظف اللص

الموظف اللص دوما ينتقد الحكومة والدولة ويعيب عليها خاصة في منصات السوشال ميديا وهو اساس خراب هذه الدولة بسبب سرقاته والكومشنات التي يتقاضى

بينما الموظف النزيه والشريف تراه لا يشكي الا لله

ودوما يقول الحمدلله والشكر

والانكى من ذلك ان الموظف اللص يحترمه الجميع ويقولون

بالعامية ( سبع يتخشخش عرف شلون يرتب اموره )

بينما النزيه حتى حينما يمرض او يموت لا تجد الا على اصابع اليد من يذكره بخير

ان الحياة في العراق ليست فقط غير عادلة

بل ظالمة لحد التقيؤ

فاين هذا من ذاك

ولعن الله من اسس لسنة نهب المال العام وارسى ركائز

العهر حينما يمنح الموظف اللص كل الامتيازات

ويترك الشريف والنزيه يتعذب يوميا من الحسرة على

كل شيء بما فيها متر في بلده


التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال