جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

  د . علي الطويل|


في كل الدورات انتخابية عندما تتشكل حكومة جديدة، نجد ان اغلب رؤساء هذه الحكومات  يهرولون الى كردستان ولا نعرف العلة من ذلك بالضبط ، فكردستان التي تتدلل على الحكومات العراقية المختلفة ، تجد ان ماتحتاجه تحصل عليه بلا عناء ولا طويل صبر وتاني ، فتاخذ حصتها من الميزانية كاملة ، وتبيع النفط المستخرج من الحقول الشمالية بلا رقابة ولا تدقيق وفوق كل ذلك تطالب بالمزيد ، وهذه القضية استمرت طوال الاعوام الماضية من عمر التغيير الذي حصل بالعراق، فاربيل تتصرف في قبال العراق انها ند للحكومة ، وفي المكاسب تتصرف تصرف الشريك الذي لايكتفي بحصته بل يتعداها ليتجاوز على حصص الاخرين ، والحقيقة ان هذه القضية اصبحت مثار جدل ونقاشات لدى كثير من اوساط الراي العام  والنخب العراقية المختلفة ، واصبحت هرولة الحكام  ليحجوا الى اربيل وكانها سنة لا يغفر لمن لا يؤديها،  فقبل اشهر من الان قامت الحكومة بتخصيص 400 مليار دينار بعنوان رواتب لموظفي ، وقبل  يومين بامر رئيس الوزراء تم تخصيص مبالغ بمئات المليارات لتسديد حقوق الفلاحيين جراء تسليم محاصيلهم للدولة ( او بالاحرى للاقليم )،  ولكن بالمقابل فان الاقليم لازال يبيع النفط العراقي الذي جعله الدستور ملكا للشعب ، ولازالت غير ملتزمة بسيادة الدولة على المنافذ الحدودية في كردستان  ، ولا زالت تطالب بحصتها من الموازنة والتي معظمها من نفط الجنوب ،  ولا زال الحاكم يهرول الى اربيل لكسب الود والرضا ولانعرف ماهو المسوغ الذي يجعل حكام العراق يهرولون وهم من بيدهم مفتاح سقوط الصنم في كردستان ، نعم ان سياسيي كردستان  مفاوضين جيدين ويعرفون اين تكمن علة السياسيين  في الدولة العراقية ، ولكن يضاف الى ذلك تلك المواد اللعينة في الدستور التي اعطتهم الفيتو في تعيين الحكومات فتسلطوا على رقاب السياسيين من هذا الباب وبهذه الطريقة . ان غفلة السياسيين العراقيين وتسابقهم على كسب رضا الكرد  جعلهم  يستغلون  هذه المواقف ابشع استغلال لجني مكاسب كبيرة من مناصب ووزرارت ومديريات اضافة للميزانيات الضخمة ،  على حساب الغالبية العظمى  من الشعب العراقي ، وعلى حساب حصة باقي المكونات العراقية ، وخاصة تلك التي ترفد ميزانية العراق بمتطلباتها من الموارد السنوية ولكنها تعيش البؤس والفقر بسبب تلك السياسات الجائرة والظالمة ،  ان زيارة الكاظمي الاخيرة ماهي الاجريا على عادة من سبقوه وزاد عليهم بالسخاء والبذل ، ولعل ذلك مما تتطلبه خطط المستقبل التي رسمتها امريكا للطرفين ليكونا عمود المشروع القادم ، ولكن المهم هو ان ابن الجنوب الذي تظاهر وتعطلت مصالحه ومؤسساته ومدارسه وجامعاته ، وبالتالي فان السخاء والهبات تذهب الى كردستان ويبقى الجنوبي مهضوما جائعا فقيرا وهب حكام العراق  امواله الى غيره ،


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال