خالد القيسي|
الكثير من يقدم خدمات طوعية من بليد وخامل للغريب عن وطنه ! ودون مشاعر وعيون تحس ببلد وأهله ، تجتمع فيه عوامل الكسل وعدم الفهم ، وبذا تستسهل ببضع دولارات القوى المعادية استقطابه للعمل معها ، لينفذ جزء من مصالحها وادامة وجودها ويكون إحدى الادوات هو وغيره في وضع العصى بوجه دولاب الوطن حتى لايدور ويخرج من كبوته.
البعض من يرضى العبودية والذل ومن استهلك حياته في الطرقات والشوارع ولم يحسن اختيار قيمته ليكون رقما بين من تاهوا في هذه الحياة ، يريد فقط ان يعيش ، متبنيا عقدة المال ، متجاهل مصلحة بلاده خلاف الضمير الحي والانسانية.
قد يكون الفساد المتفشي في مفاصل الدولة تجعل وتسعف من الكثير ان يصطف مع الاجنبي وتوسيع نشاطه ، لاهتزاز ثقتهم بالحاكم ، أوالعوائل الحاكمة التي فتحت الباب واسعا امام الفشل في اقامة دولة حضارية ، وايضا شكلت المكونات المتنازعة على المال العام بوجه المحاصصة القبيح موردا آخر لرفع قدرة عيوب الإستغلال البشع لافراد تبحث عن ذلك ، وتكون حاضنة باقدار متفاوته على انتشار ظاهرة الولاء للاجنبي .
المواطن وبيئته قد تكون مناسبة لنمو هكذا اعمال في اعطاء تبريرات للفساد الجمعي المستشري في جسد الدولة مستغلا ضعف القانون وتواطيء المسؤولين عنه ، وهو يرى هدر وسرقة الملايين ، في مشاريع وهمية، غسيل اموال تقوم بها بنوك ومحلات صيرفة ، والجهات الرقابية تمرر مشاريع او تتغاضى عنها خوفا اوطمعا، مما يؤدي الى التغطية على الفاعلين واختفائهم ، وبذا تم خلق نوعية تصاعدت رؤاها مع ما يحدث لتكون له حصة كما لشلة الفساد العامة .
تورط النخب والاحزاب والتجمعات في الفساد العام ، أوحت الى الطبيب يفضل عيادته على العمل في المستشغى الحكومي ، والمعلم والمدرس يفتح مدرسة أهلية تدر عليه الملايين ، او يلجأ الى التدريس الخصوصي بوجبات لا يسعها بيته من الصفوف ، والى المقاول الجاهل الذي يلهث وراء الربح الحرام والسريع بمساعدة من يعمل معه كمسؤول اومشرف أو منفذ .
الموظف البسيط والمتقاعد ينعزل براتبه القليل ، والعامل الحر بتحصيله اليومي ، وهو ينظر بعين مخذولة الى الامتيازات والرواتب العالية والغير مسبوقة حتى في اغلب دول العالم للرئاسات الثلاث ، وسرقات المسؤولين في الوظائف العليا والدنيا والاحزاب والتجمعات بتقاسم أموال البلد.
رغم جوامعنا وحسينياتنا ومراكزنا الدينية تحارب الفساد وتنتقد بشدة من يقدم خدمات لغير العراق ، لا يأبه به جيل العصابات والمتطرف، وكثيرهي من الملل التي انصهرت في منزلق الخيانة والفساد حملت معدات البحث عن ما يجود به الوطن لتسرقه السوقة والقطعان ، نحن ما زلنا على الطريق وإن كانت ملة اللصوص واحدة.