سعد الزبيدي|
الكثير من الإخوة من المذاهب الأربعة وبقية المذاهب الإسلامية للأسف الشديد مغرر بهم ولا يعرفون حقائق كثيرة مع حجم التزوير والكذب والتدليس الذي استخدمته الأجهزة القمعية التابعة لانظمة الحكم المنحرفة الاستبدادية وكثير من اعداء الاسلام المنافقين منهم خاصة وهم الأشد خطرا وحاخامات اليهود الذين اسلموا لغايات في نفوسهم وهذه المجاميع التي ولجت إلى كتب الصحاح المقدسة بعد القرآن الكريم لدى الكثير من المسلمين للكذب على الله ورسوله خدمة لمصالح الحكام الفاسدين وضربا لقيم ومباديء الاسلام الحنيف لذلك تجد كثير من المسلمين لا علم لهم خاصة ببعض الحوادث والأيام المهمة في التأريخ الإسلامي ولذلك هم يجهلون التأريخ الحقيقي للهجرة النبوية ولا يفقهون أقسى واقعة في التأريخ الاسلامي والتي راح ضحيتها الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام بن فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الذين استشهدوا على رمضاء كربلاء لوقوفهم بوجه الإنحراف عن المنهج المحمدي ودفعوا ثمن أكبر لا في تأريخ البشرية أرواحهم الطاهرة الزكية ودفنوا وهم أشلاء مقطعة وسبيت نساء آل بيت الرسول من مدينة لأخرى وأصبحن بعد العز سبايا و أسيرات مقيدات ينظر إليهن المسلم والنصراني واليهودي وأحتفل أهل الشام بالقضاء على من اسموهم الخوارح فكثير لا يعرفون معركة الطف وماجرى فيها من مصائب ويعلمون :- (أن يزيدا رضي الله عنه قتل الحسين رضي الله عنه) أما أسباب وأهداف الثورة وما هي حيثيات المعركة وما نتائجها فهي بعيدة كل البعد عنهم نظرا لحجم تأثير الماكنة الإعلامية والتي نجحت في غسيل الدماغ وتحجيم وتقليل من شأن الثورة حتى بدت أنها مجرد معركة في سبيل الوصول إلى الكرسي بين أمير وأمير وسلطان وسلطان وتطبيقا للرأي القائل:- بأن العالم (يزيد ) إن اخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران وتم التعتيم على هذه الثورة التي كانت ثورة الحق ضد الباطل حيث رفع الحسين شعار :- لم أخرج أطرا ولا بطرا بل خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله ولذلك معظم أهل السنة والجماعة لا يعرفون العاشر من محرم خاصة البلاد الإسلامية التي لايوجد فيها الشيعة .
عندما تسافر إلى دول مثل مصر والمغرب العربي ستندهش أن المسلمين يحتفلون بيوم عاشوراء وأنهم يوزعون أطباقا متنوعة من البقوليات أو من حلاوة الرز ويتبادلون التهاني وهم يصومون يومي التاسع والحادي عشر من محرم وينسبون إلى الرسول انه كان يحث على صيام هذين اليومين ليخالف اليهود الذين يصومون اليوم العاشر ويروون أن النبي كان يحتفل في يوم العاشر ولا يتطرقون أبدا إلى بكاء ونحيب ونعي الرسول سبطه الاعظم ولا يروون حادثة النبي عندما دفع إلى ام سلمة قارورة فيها تراب وقال لها متى رأيت أن هذا التراب أصبح أحمرا فأ علمي أن ولدي الحسين قد استشهد ولا يذكرون كيف كان النبي يقبل الحسن من فمه ويقبل الحسين من نحره وكيف أن عليا يوم توجه إلى صفين نادى وهو ينظر جهة نينوى صبرا أبا عبد الله بشط فرات وروى كيف أن الرسول حدثه باستشهاد الحسين في أرض كربلاء وهناك مئات الأحاديث في كتب الصحاح تروي حادثة كربلاء وعندما تسأل الأخوة عن سبب صيامهم هذه الايام وتوزيعهم الأكل سيذكرون لك سببا غريبا هو أن الله سبحانه وتعالى اتقذ موسى وبني إسرائيل من بطش فرعون وجنوده .
فهم يحتفلون بانقاذ نبي الله موسى ولا يأبهون لاستشهاد سبط الرسول وأهل بيته على يد ابن زياد .
فمن وراء ذلك ؟!!!
إن الماكنة الاعلامية الاموية عملت بجد واجتهاد من أجل طمس الحقائق وخططت كي تمحو ذكر الحسين عليه السلام واستخدمت كل الطرق من أجل التدليس والتزوير وقلب الحقائق وكان تحول الحكم الإسلامي من الخلافة والشورى والتعيبن إلى حكم الوراثة والعوائل بداية عهد جديد حيث سيتفرد الحاكم بالحكم المطلق ينصب ويعزل من يشاء ويحيي ويميت ولذك كانت أول هفوة في التأريخ الإسلامي هو تولي يزيد حكم المسلمين بالترغيب والترهيب وبهذا إنتهى عصر الشورى وبدأ عصر التوريث ليصبح الحكم إسلاميا في المظهر خال من الجواهر.
عمد الملوك من بني أمية وبني العباس على استخدام الدين كغطاء شرعي لهفواتهم ولذلك تم تزوير ودس بعض الأحاديث المنسوبة الرسول من أجل خدمة مصالحهم ساعدهم على ذلك وعاظ السلاطين ورواة الزور والوضاعين والكذابين والمنافقين واليهود.
وعملوا على طمس الحقيقية وقلبها واستخدموا كل ما هو متاح في معركة استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة المشروعة وغير المشروع وكان المتملقين والمتزلفين ممن باعوا دينهم بدنياهم ممن تجلببوا بجلباب الدين واتخذوه مطية للفوز بالمناصب والعطايا فعمد معاوية إلى أن يجعل شتم علي سنة يتبعها كل الخطباء على المنابر لأكثر من ثمانين عاما وشوهت صورة علي وأهل بيته ونزعت كل صفاته لتمنح لآخرين بغضا بعلي حتى أعتقد بعض المسلمين أن عليا لم يكن يصلي فما كان من هؤلاء الشرذمة المدمنة على تقبيل الأيدي وتأييد الحاكم والإذعان له بالسمع والطاعة إلا أن افتوا أن كل من يخرج على الحاكم المسلم حتى وإن كان مسلما بالاسم فقط والذي يسمح أو يصلي بالمؤمنين حتى وأن لا يواضب على الصلاة وكان بعيدا عن منهج الإسلام يعتبر عاص وجب قتله وهكذا فقد وضعوا أحاديث على لسان الرسول أحاديث يرفضها العقل السوي السليم حيث يزعمون أنه قال:- من كره من أمامه شيءفليصبر وأن خرج عليه شبرا مات ميتة جاهلية .بمعنى آخر لا تخرجوا على الحاكم واذعنوا للأمر الواقع .
هذا يعني الحاكم إذا كان زنديقا فاسقا ظالما جاهلا كيزيد والحجاج لا يحق لك أن تخرج عليه وهذا مهد الأمر إلى أن يزرع الخوف في نفوس الامة من الخروج على الحاكم الظالم لأن نصب بأمر الله تعالى لذنب أذنبته الأمة ورفض الأمر هو رفض لقضاء الله واستمر الموضوع إلى يومنا هذا وكل البلاد الإسلامية السنية لاتؤمن بالخروج على الحاكم مهما كان ظلمه وفسقه وفجوره وما أشبه يزيد والحجاج بكثير من الحكام الذين حكموا المسلمين قرونا طوال فإن كان الحاكم يشرب الخمر ويؤم المسلمين ويصلي بهم الصبح ثمان ركعات ويلتفت عليهم ويقول لهم هل إكتفيتم أم أزيد؟!
أو قتل ابن بنت الرسول أو كان حاكما ظالما كالحجاج فلا يجوز للمسلم شرعا أن يخرج على الحاكم الظالم لإنه عين بقضاء وقدر من الله !!!
فلا تستغربوا أن كثيرا من الإخوة السنة في معظم البلدان العربية والإسلامية لا يعرفون الحقيقة وأنهم يتزوجون بالأول من محرم تبركا به ظنا منهم أن الرسول صلى الله عليه وآله قد هاجر المدينة بمثل هذا اليوم وأن هذه الأشهر الحرم حرم فيها القتل والدم ولا ينظرون إلى أبشع جريمة عرفها التأريخ .
فلا تستغرب حينما تبث قناة كقناة دجلة وغيرها من القنوات الإسلامية التي تعلن الحداد ثلاثة أيام على أرواح الملوك والأمراء والرؤساء من أشباه يزيد والحجاج وتبث الأغاني ليلة وصبيحة نهار العاشر من محرم الأغاني والرقص متجاهلة مصاب أبي عبد الله الحسين ومصاب الرسول حيث قال :- حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا .
لسنا من أهل البيت ولا من نسلهم ولكننا نتشرف أن نستذكر بقلوب خاشعة وحزينة واقعة عاشوراء كل عام لنجدد العهد والبيعة للرسول أننا على نهج الحسين نسير ونعمل على وصايا أهل البيت :- احيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا .
فنحيي ذكراهم حتى نثبت ليزيد والحجاج ولكل ظالم أن الظالم ذهب إلى مزبلة التأريخ وان الحسين وأهل بيته خالدون في الدنيا والآخرة أحياء معنا يعيشون ومنهم نستلهم الدروس والعبر وعند ربهم يرزقون .
لو فهم المسلمون أن الحسين أحيا أمة ولو ساروا على دربه لما تفرقت الأمة ووصلت لهذا الهوان تهرول تقبل يد الصهاينة وتناصب محبي أهل البيت واتباعهم لأنهم بمنتهى البساطة يؤمنون بأقوال الائمة الأطهار :- القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة .
فلنصرخ بوجه كل الحكام الزلمة الفاسدين وكل من يري ويستهين بمشاعر الحسينيين :- هيهات منا الذلة وإنا على طريق الحسين سائرون .