جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 

نبيل محمد سمارة|

كاتب وصحفي فلسطيني

مقيم في العراق


ولدت ولادة قيصرية , وتوجعت امي رحمها الله حين شقوا بطنها , و كادت امي ان تموت لو لا رحمة الله . تقول شهادة مبلادي اني ولدت في مستشفى الكاظمية في عام 1975 , وعشت في مدينة الحرية ببغداد , ولكون مدينة الحرية مجاورة لمدينة الكاظمية المقدسة كنت ازور ضريح الامام موسى بن جعفر عليه السلام حين كنت صبيا مع امي , ولا نشعر بالراحة والسكينة الا في حضرته .

في كل زواية واركان مرقد امام المسلمين المقدس يكون لي اثر فيه . وكنت انظر الى المصلين حين كان يؤم بهم سماحة السيد الفقيه حسين الصدر " دام ضله" وعندما ينهون صلاتهم يصلون على محمد وال محمد بصوت عال و مرفوعي الرأس , شعرت ان الايمان والسير على منهج الائمة لا يمكن لأي قوة ازاحة هذا العشق , هذه المشاهدات ولدت عندي قناعة ان لا اخاف من اي قوة حتى وان كانت " السلطة " ما دمت على حق .

في عهد صدام كان البعثيين يراقبون كل من يعمل ثواب على حب الحسين بذكرى استشهاده و من يقيم الشعائر الحسينية , تحديتهم حالي حال الملايين من محبي اهل البيت , وصرت اساعدت جيراني بعمل " الهريسة " و " التمن والقيمة " واوزعها على باقي الجيران في مدينة الحرية واسهر معهم الى مطلع الفجر , كان الخائفين ينبهوني ان عملي هذا سيسبب لي المتاعب والاعتقال , كنت اضحك وقول لهم : لم اتسبب بأذى احد ...

قررت امي رحمها الله ان تجد لي عروس بعد ان بلغ عمري 23 عاما , وتزوجت من فتاة فلسطينية تحمل نفس الهوية التي احملها , فكانت الزوجة الصالحة و المؤمنة والكريمة والصابرة . في عام 2٠٠٠ انجبت زوجتي ولدا فسميناه " كاظم " وهذا الاسم كان الاحب لي اولا . لانه اسم احد الائمة الاطهار , وثانيا يحمل في معانيه القوة والصلابة والصبر "كظم الغيظ، " .

ذهبت في اليوم الثالث الى مديرية الاقامة حاملا في يدي شهادة الولادة لاستخراج لابني هوية , صعدت للطابق العلوي حيث شعبة فلسطين , وسلمت شهادة الولادة لاحد الموظفين , حين قرأ اسم " كاظم " انبهر وملامح وجهه تغيرت نحو الغضب , لم اعرف ما سبب ذلك , فنظر لي وقال : " اشعجب سميت ابنك كاظم هذا اسم مال واحد جبير بالعمر" قلت له : سميته على اسم الامام الكاظم - فنهض من كرسيه وقال لي :" شنو لازم اصلك ايراني ؟؟؟؟ " - قلت له : اسم الكاظم ليس ايرانيا فالامام الكاظم هو امام جميع المسلمين , ورجع للموال نفسه : لا لا لا انت اصلك ايراني - قلت له : انك موظف وكل المعلومات التي تخصني عندك وبامكانك الاطلاع عليها لمعرفة اصلي فلا داعي لكل هذا الغضب لمجرد اسم كاظم – قال لي : احترم نفسك ؟! – قلت له : انا محترم نفسي ولم اقل ما يدعوك لكل هذا . فقال لي بصوت شبهته بصوت الحمير : " امشي امشي اكعد اهناك " . فجلست في احدى المقاعد , معروف عند الجميع ان اي معاملة للاستحصال على الهوية في مديرية الاقامة لا تتعدى ساعة في الكثير , لكن هذا الموظف اخر معاملتي لمدة اسبوع , لانني سميت ابني كاظم ! .

تلك الحكاية التي كتبتها الان تذكرتها حين عدت للبيت مساء اليوم فسمعت من زوجتي وهي تقص لابني كاظم ما حصل لي بسبب اسمك .. قلت مع نفسي , لاكتبها وليقراءها القراء ...


تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال