د.محمد العبادي |
في خطابه يوم امس الثلاثاء الموافق ٢٩ /ايلول/٢٠٢٠م تحدث السيد نصر الله عن وجود جهود لإحياء تنظيم داعش من قبل الامريكيين ،ونبه إلى ضرورة أخذ الانتباه والحذر . كلمات السيد نصر الله لم تكن مبنية على تحليلات وتكهنات ،بل هي عبارة عن معلومات ومعطيات ،ومن المؤكد أنه يلاحظ ويقرأ ويستمع إلى المستجدات والتقييمات عن الوضع الميداني وبعد ذلك يدلي بمثل هذا التصريح . لقد تلقى تنظيم داعش المتوحش هزيمة ساحقة على يد أبناء العراق الغيارى سنة ٢٠١٧م ، وايضا هزم هذا التنظيم هزيمة مرة من قبل الجيش العربي السوري ، ومن المقاومة في لبنان، لكن أمريكا تعمل على إعادة تأهيله من جديد لكي تبقى في المنطقة وتتشبث بذريعة وجود التهديدات الارهابية . المؤشرات الميدانية تقول ان هذا التنظيم الإرهابي نشط منذ ان تعالت الصيحات بضرورة خروج القوات الأمريكية من العراق ، وهذا التزامن لم يكن بريئا، حيث ان هذا التنظيم يقوم بشن هجمات متفرقة في وسط العراق وشماله الغربي وايضا في الغرب العراقي . ان الأمريكيين مضى على وجودهم في العراق سنوات طويلة ، ولم يقدموا للقوات العراقية المسلحة سوى تدريب متواضع بامكان دول ذات سمعة متواضعة ان تقوم بذلك التدريب والتعليم وفي مدة قياسية ، أما مايقوم به الامريكان فمتواضع جدا قياسا مع الأموال الخيالية التي يتقاضونها ، وحسبنا ان نشير إلى ما ذكره الدكتور أحمد الجلبي في ان الدولة العراقية تصرف حوالي (٤١) ألف دولار عن كل شرطي أو جندي يقوم بتدريبه الامريكان ولمدة لا تتجاوز(٥-٦) اسابيع على أن تدريبهم بدائي وفي أرض صحراوية . هناك مؤشرات على ان الأمريكيين يقومون بإعادة تجميع هذا التنظيم الإرهابي في بعض المناطق الغربية من العراق وأن تردد الطائرات والمروحيات الأمريكية وهبوطها في الأماكن التي تتواجد فيها عصابات داعش يؤكد الأخبار التي تشير إلى وجود علاقة وطيدة بين الأمريكيين والدواعش ، وأن الاعترافات التي حصلت عليها أجهزة الاستخبارات من بعض عناصر هذا التنظيم تشير إلى وجود علاقة وثيقة بين هذا التنظيم والامريكيين . وهناك نقطة جديرة بالملاحظة والتأمل وهي ان الامريكيين لم يقوموا بتدريب وتعليم الجيش العراقي على طريقة القتال في المناطق الوعرة والتضاريس المعقدة مع وجود الحاجة الماسة إلى ذلك ، كما أنهم يفرجون للعراق عن بعض المعلومات الاستخبارية في قتال داعش، ويحتفظون بالمعلومات المهمة والكبيرة في خدمة مشاريعهم الكبرى ، وهذا ما يشير إلى أن هؤلاء لهم أهدافهم الخاصة والتي تصب في خدمة مصالحهم . ان عناصر داعش التكفيرية لم يتم القضاء عليهم جميعا وهرب الألاف منهم واختفى أثر بعضهم قبل أن تقع الواقعة ومن المرجح أن الجهة أو الجهات التي مولتهم ووفرت لهم الدعم الكامل قد احتفظت لنفسها ببعض حلقات الارتباط التي تعيد تنظيمهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم . ان المشروع الأمريكي في رسم خرائط جديدة للمنطقة لم يكتمل بعد ، كما أن عمليات النهب للثروات والتي تقوم بها الأقسام الهندسية العسكرية والشركات الأمريكية لازالت في اطوارها الأولى ،ولابد من اختلاق الذرائع للوصول إلى تلك الأهداف المشؤومة . ان كلمة الأمين العام لحزب الله تشير بوضوح إلى طبيعة الدور الأمريكي القائم على تقسيم المنطقة من خلال صناعة الفوضى والإرهاب، وعليه فإن على أبناء المنطقة تقع مسؤولية مراقبة تحركات الأعداء والانتباه إلى ذلك ، ووضع الخطط اللازمة لصد هجماتهم والأخذ بزمام المبادرة وهو مايمثل أقصى درجات الحيطة والحذر