جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف بين رمزية الشهداء وانهزامية لجنة الشهداء

بين رمزية الشهداء وانهزامية لجنة الشهداء

حجم الخط

 


د. علي فاضل الدفاعي||

خرجَتْ علينا لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين النيابية يوم أمس بكتابها الذي يدعو الى نقل جثمان الشهيد ابو مهدي المهندس الى احدى الايوانات عند ضريح امير المؤمنين عليه السلام للحفاظ عليه من عبث الارهابيين وليكون مزاراً لمحبيه .
لقد تعوّدنا على خيبة الآمال بأداء الكثير من السيدات والسادة البرلمانيين فلم نجد الا ما ندر منهم ممن يكونوا اهلاً ليشغلوا مسؤولية تمثيل الشعب ورعاية مصالحه وحفظ حقوقه، فضلاً عن حماية رمزية الشهداء.
ياحماة حقوق عوائل الشهداء والضحايا لايكون (الحفاظ على رمزية الشهادة وقيم التضحية) بنقل جثمان الشهيد لأنكم بذلك تُقرّون بهزيمةٍ نكراء لاتخصكم لوحدكم، بل ان هزيمتكم لاتعنينا في شيء فانتم واقصد كل دورةٍ برلمانية ما هي الا مرحلة انتقالية تأتي لتخرجَ؛ فتلعن كلُّ امة اختها.
إنّ ما يعنينا كأمةٍ ومجتمع تمسك بهويته الاسلامية ودَأَبَ على تقديم الشهداء من فلذات الاكباد بلا تردد من اجل حماية المقدسات والاعراض وصيانة الكرامة وتحرير المدن العراقية هو ان تُنسب الهزيمة الينا، نحن قوم لا نُهزم ابداً وليس هذا ادعاء؛ فمن يصمم على نيل الشهادة او تحقيق النصر لايمكن ان يُهزم ابداً، لأن الطريقين النصرُ او الشهادة كلاهما ينبعان من البصيرة والشجاعة اللتان لاتعرفان معنى الهزيمة، وبذلك فإن المجتمع القائم على هذه الرؤية وهذه المباديء لاينسحب الى ما انسحبتم اليه.
قد يكون تصرفكم هذا نابعاً عن حسن النية في الحفاظ على رمزية الشهيد وقيم التضحية كما زعمتم الا انكم اخطأتم خطأً كبيراً لأنكم قلتم _وان لم تصرّحوا_ بأن امتنا ومجتمعنا اصبح معادياً للشهداء ورمزيتهم، وهذا اكبر انهزام قد تصاب به امة من الامم خصوصاً اذا كانت امة مضحّية.
كلا ايها السادة ان مجتمعنا متمسكٌ بهويته مقدِّسٌ لشهدائه راسخٌ في مبادئه فلا تجعلوا من عبث شرذمة جبانة هوية لنا وعنواناً لمجتمعنا، فإنّ الملايين التي تمسكت بإحياء زيارة الاربعين الخالدة رغم كل التحديات الامنية والصحية والاقتصادية وانفقت وتقدمت وخدمت؛ هؤلاء هم الامة وهم المجتمع ولا يقبلون بأي حال من الاحوال بمنطقكم المنهزم فلا تُلبسونا مخاوفكم المعيبة.
نصيحةٌ اخيرة؛ لتكن عندكم فيما تبقى من أيام دورتكم ضمن مسؤوليتكم التشريعية او الرقابية او التمثيلية ما يعزز البرامج التربوية التي تساهم في بناء الانسان الواثق والشجاع المتمسك بمبادئه، الحريص على هويته الوطنية الاسلامية لِتصغُرَ عندئذٍ في ( عين العظيم العظائم ) فلا يهابُ ما هِبْتُم منه وليكون هو الحصن المنيع بوجه اي تهديدات ارهابية او عبثية.
ـــــــــــ

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال