جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف نكبة تشرين بين الواقع والطموح

نكبة تشرين بين الواقع والطموح

حجم الخط

 


عباس كاطع الموسوي||

في الذكرى الأولى لنكبة تشرين، وهذه التسمية ليست اعتباطا، أو أنني بذلك أكون متجنيا على الذين نزلوا للشارع، وعبروا عن ما يختلج  في صدورهم من الشعور بالظلم وفساد الطبقه السياسية الحاكمة، وهذه المقدمه لا بد منها لتوضيح ما أتطرق له في هذا المنشور، ولعمري أنني عندما انعتها بالنكبه، فاني أنطلق من عدة أعتبارات، أهمها ومحورها أنها جاءت متناغمة مع التوجهات والسياقات والاهداف الامريكيه أولا، وكذلك مع سياسة السعوديه والإمارات العدائيتان التي أنتهجتها مع العراق بعد سقوط حارس البوابة الشرقية ثانيا، أضافة الى ما تخطط له اسرائيل بالتعاون مع عملائها من ال البرزاني ثالثا،  وكذلك بالتنسيق مع  العملاء الذين باعوا انفسهم للاجنبي، ورضوا أن يحققوا أهدافه بواسطتهم رابعا.
أن الذي حدث في تشرين، كانت له مبرراته التي أستغلتها كل الأطراف اعلاه، ليحققوا من خلالها مخططاتهم العدوانيه، والتي نجحت في استدراج الكثير من العراقيين، وخاصة من أبناء المحافظات الجنوبية التي وجدت أن ما يطرحه هولاء الأعداء من وجوب القضاء على الفساد المستشري في جسد الدولة العراقيه، والتي أنهكها تكرار وهول الفساد في مفاصل الدولة كافة، قد وجد ضالته في أنفسهم وتطلعاتهم المشروعة في أن ينعموا بنظام عادل يستجيب لأهدافهم المشروعة، متناسين حقيقة أساسية ومفصليه وجوهرية، وهي أن وجود أمريكا في المنطقه محض شر مطلق، وعملائها لا يريدون الخير للعراق، بل أنهم سعوا ويسعون  لتدميره، وأن فساد الطبقه السياسية جعل دعواتهم للتظاهر في هذا التاريخ، تسري بهم كسريان النار في هشيم الحطب اليابس، خاصة أنهم أيقنوا أن الطبقه السياسيه  كان همها تحقيق مصالحها الانانيه الجشعة، والتي كانت تسعى بكل امكانينها في الاستئثار بالسلطة، وتحقيق اكبر قد من المغانم، تاركين مواطنيهم الذين كان الواجب الوطني والديني والاخلاقي خدمتهم، لكنهم اندفعوا لتحقيق مصالحهم الانانية والقذرة ، وبذلك تكون مع الوقت شعور لدى المواطن العراقي  أن هولاء رأس بلاء تخلف العراق، وهذا الامر استغله اعداء العراق، والذين  ما كان يسمحوا له أن ينفتح على الدول الاخرى، التي كانت على استعداد أن تتعاون مع العراق، للتخلص من الكثير من الصعاب، كما حدث في السعي للتعاون بين العراق وهذه الدول، والمانيا نموذجا في التغلب على ازمة الكهرباء عبر شركتها العملاقه سيمنز، او السعي الجدي للتعاون مع الصين، والعمل على الالتحاق بطريق الحرير أولا، وبناء الفاو ثانيا ومما يعزز ما أطرحه الان أن من المفجع طيلة زمن التظاهرات وللآن لم يرفع لافته واحدة تؤيد بناء ميناء الفاو أو طريق الحرير، وهذا ما لا تسمح به الولايات المتحدة الأمريكيه، التي استفزها هذا التوجه من العراق، خاصة أن حكومة عادل عبد المهدي، ذهبت للصين بكل ثقلها، وتعاقدت معها في اتفاقية كانت كافية، لان يكون العراق اوائل الدول التي تخلصت من عقدة التخلف، أضافة الى اعتبارات اخرى لا تروق للولايات المتحدة الأمريكية، وهو تنامي قدرات الحشد الشعبي المقدس، والذي تكون بعد الفتوى المرجعية، والتي قلبت كل توقعات منظومة الأعداء.
أن ما كان يخطط له الأعداء، من ؤد الحلم العراقي في بناء دولة عصرية حضارية، تجعل العراق الأول في الشرق الأوسط، في كل مجالات الحياة،  خاصة أن هذا الحلم العراقي،  يجعل العراق قبلة للعالم كله، وأقصد به الاتفاق العراقي الصيني الذي كان ناقوس الخطر للقوى التي فزعها هذا الاتفاق، فراحت تجيش جيوش الفيسبوك الالكترونيه، التي راعها أنتصارات القوات الامنية على داعش، وهزيمته في معارك تبقى خالدة بعد أن قدمت الشهداء تلو الشهداء.
أن كل ذلك جعلت كل القوى المعادية تندفع بكل خبث، وأستغلوا الواقع المزري في مرافق الخدمات وتدهور الوضع المالي والاقتصادي بعد أنخفاض أسعار النفط ، علاوة على الفساد المستشري في الدولة وقمة سلطاتها، وأستغلالها لمواقها، وبذلك أندفع الكثير من مواطنين المحافظات الجنوبية، دون غيرها من المحافظات الاخرى،( وهذه علامة أستفهام تؤكد وتعزز ما طرحته وسميته أنها نكبة) ، والتي تعاني نفس المعاناة ولو بحجم أقل ، حتى أصبحت التظاهرات تاخذ طابع دمويا، ليس بعيد أن تلك القوى التي روجت لها، كان دور في أوراقتها وأنا أميل لهذا الاتهام بقوة لأعتبارات أهمها درايتي بخبث المتهم وأنه لا يملك ورع في الاحجام عن هذا الفعل وأنه له تاريخ أسود في الاجرام، وهذا لا يعني أعفاء الجهات الأمنيه من مسوؤليتها بالدم  المراق، رغم صدور التعليمات الحازمة بعدم الاشتباك مع المتظاهرين، وهذا لا يعفي السلطات الامنيه من مسوؤليتها في الخسائر البشرية والتي راح ضحيتها الكثير من الأبرياء مع عدم التشخيص للقاتل الحقيقي الذي أعتلى سطوح العمارات ونشر قناصيه.
ان نكبة تشرين رشحت لنا ممارسات من قبل المندسين في التظاهرات من حرق وقطع الطرق وغلق الدوائر الحكومية وحرق الممتلكات العامة والخاصة، وتعطيل المدارس بشعار متهالك، وهو نريد وطن مع ملازمة ما يدمره بمثل هذه التصرفات التي قام بها المندسين، مع الاشارة لما كانت تقام به بعض المجموعات المارقه من حفلات المجن والسلوكيات المنحرفه، التي لا تخفى على أجهزة الامن والدفاع والداخليه، وتبقى وصمة عار على مدى التاريخ.
أن غياب القيادة وغياب البرنامج وعدم وضوح الطروحات من قبل المتظاهرين، كانت السمة البارزة في هذه النكبة، ولكنها في نفس الوقت أيقضت السلطه الحاكمة أن الباطل لن يدوم وأن نهاية  نظام صدام ما هو الا نموذجا ودرس لها وأن ربك بالمرصاد لكل الظالمين والمارقين والفاسدين.
وأخيراً ان أتباع الطرق السلميه في التعبير ووضوح القياده ووطنيتها، والبرنامج السياسي الواضح مع الاصرار على تغير النظام الانتخابي، أوحتى مطلب تغير النظام البرلماني الى نظام رئاسي، وتفعيل اتفاقية الصين، ووضع حلول لكل المشاكل التي تواجه العراق،  وجعله في المقام الاول ،كفيله بتعاطف كل المواطنين  مع المتظاهرين ،ليكون رأي عام موحد، يرمي كل المزابل السلطوية  الى مزبلة التاريخ، وحتى تتحق الدولة الحضاريه الحديثه

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال