مجيد الكفائي||
من الروايات التي يتداولها اتباع اهل البيت عليهم السلام ان يوم عاشوراء وبعد مقتل الحسين واهل بيته عليهم السلام اضطربت الارض بسمائها وحدث تغير مناخي غير معتاد ثم مطرت السماء مطرا غزيرا عرف وقتها بالمطر الدموي ، وقد فسر علماء المسيح ورهبانهم آن ذاك هذا المطر على انه غضب الهي، هذه الرواية وكثير غيرها ظلت تتداولها الالسن سنينا عديدة ، فعمدت السلطات الحاكمة والمعادية لمحمد وآله من الاموين وغيرهم الى دحضها بطرق كثيرة ، فعمدت تلك السلطات الى قتل كل من يرويها، او الاستهزاء والسخرية من رواتها وتكذيبهم واتهامهم بالجنون ، لكن ورغم كل شيء ظلت تلك الروايات تحكى ويتناقلها الناس على مر العصور، ومما صدق هذه الروايات ورود احاديث نبوية عن امُّ سلمة وعبد الله بن عباس صنفت في اسانيد المسلمين بانها صحيحة رغم محاولات الكثير لجعلها بعيدة عن التصديق، ففي رواية عن امِّ سلمة ان الرسول عليه وآله صلوات الله كان في دارها وقد دخلت عليه فوجدته يتألم وقد بدا عليه القلق وانه نام ثم صحا ونام مرة اخرى وصحا وانها رآت في يده تربة يشمها ويبكي فسألته عن السبب فقال لها ان جبرائيل عليه السلام اخبره ان الحسين سيقتل وقد اعطاه تربة من الارض التي سيقتل فيها ، وقد اعطى الرسول صلوات الله عليه تلك التربة وحسب الروايات الى ام سلمة وقال لها اذا رايت هذا التراب استحال دمًا فاعلمي ان ولدي الحسين قتل ، هذه احدى الروايات الثابتة في ما يسمى صحاح المسلمين وكتب اتباع اهل البيت ، اما الرواية الاخرى فعن عبد الله ابن عباس انه كان بين النوم واليقظة ظهيرة عاشوراء فرآى ان الرسول اشعث اغبر وانه يجمع من الارض شيئا فسأله ابن عباس عن سبب ذلك فقال له انه يجمع دماء الحسين واصحابه وعندما صحا ابن عباس من نومه رواها لاصحابه وتبين بعدها انه يوم مقتل الحسين، هذه روايات المسلمين وان حاول البعض عدم ذكرها وتكذيبها الا انها ظلت صامدة سنينا ، لكن الغريب ان كتب تاريخية شرقية وغربية تذكر ان السماء مطرت دمًا في الثمانينيات من القرن السادس الميلادي في العراق وايران والهند واروبا وان هذا العام سمي بالعام الدموي واعتقد الكثير من رهبان المسيح واثبتوا ذلك في كتبهم وتراثهم الديني ان غضبا الهيا قد حلّ مع انكار البعض ان يكون المطر دما بل قالوا انه ماء ملونا ، لكن دراسات الباحثين البعيدة عن الدين اثبتت ان السماء فعلا مطرت دما في عام ٦٨٠ ميلادية وان المطر كان دما حقيقيا وليس ماءً احمر اللون كما ثبت من تحليل الرهبان والعلماء والمهتمين وقتها (للمطر الدم )حيث اثبتوا انه لا يتبخر عند التسخين وانه دما وليس ماء ملونا، وبعد سنين جاء باحث اسمه ريشارد نورث وهو استاذ في التاريخ الاوربي في جامعة كامبردج واكسفورد وخلال قراته لكتاب ذي انجلو ساكسون كورنكل وجد حقيقة مفادها ان السماء امطرت دما في عام ٦٨٠ ميلادي وعند مقابلة ذلك العام مع العام الهجري تبين انه عام ٦١ هجرية يوم استشهاد الحسين واهل بيته واصحابه عليهم السلام على يد الامويين واتباعهم .
،ان الحقائق والوثائق التاريخية غير الاسلامية اثبتت ان السماء مطرت دما وتوافقت مع الروايات الاسلامية فلماذا يحاول المسلمون انكار ذلك ويعتبرونه من تخاريف الشيعة ، الحقيقة هم يعلمون بصحته لكن انكارهم له هو بسبب كرههم لمحمد واهل بيته وولائهم للشيطان واتباعه ، لقد مطرت السماء دما يوم قتل امام البشرية وسيدها الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، ولينكر من ينكر ويكفر من يكفر وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين.
ــــــــــ