محمد شرف الدين||
بإسمه تعالى وله الحمد
كما هو معروف عند أهل الاختصاص أن أي خطاب لابد له من مخاطب يكون الخطاب والكلام موجه لهم ،
فهنا الامام سيد الشهداء عليه السلام – على فرض ثبوت صدور هذا الكلام منه- فإنه يبين للأمة جمعاء بعض الأمور :
١- الثبات على نهج الحق ، اي أنه لم يتأثر بمحيطه الخارجي من قبيل ابتعاد الناس عن الإسلام وأحكامه الإلهية، وقبول الناس بنظرية توريث الخلافة والملك داخل عائلة واحدة وترك ما شرّعه الباري تبارك وتعالى من ” لا ينال عهدي الظالمين” فمواجهة هكذا انحراف تكون واجبة على المؤمنين لا سيما قائدهم ومولاهم ، فلذا قال”… سأمضي….” التي تدل على الثبات والبقاء والتمسك .
٢- الموت مسألة حتمية لكل من على الأرض والايات زاخرة بهذا الأمر ، وهذا لا يختلف عليه اثنان ،
لكن الذي ينبغي الإنتباه له والسعي إليه هو طريقة الموت” كيف يتحقق الموت”. وهذا ما غفل عنه عامة الناس بل اعتقد بعضهم أن الموت عار وعيب -نتيجة كره الموت- .
ولكن الصحيح أن طريقة الموت هي التي قد تكون عار وعيب -كما إذا مات الشخص وهو في حال معصية والعياذ بالله ، أو طريقة الانتحار ،وغيرها-
٣- الإنسان الطالب للحق يختار طريقة معينة للموت ،وهي طريقة قد عبر عنها الامام الخامنئي دام ظله، “الشهادة موت الاذكياء”.
اي أنه عرف طرق الموت الكثيرة -من خلال معاينته ومعاشرته للناس- وفكر ووصل إلى نتيجة أن الموت في سبيل الحق تعالى وسبيل المستضعفين من الناس هو اشرف طريق للموت -الشهادة- ، فلذا نرى أن هكذا انسان قد يسعى للوصول لهذه الطريقة سنوات كثيرة كما في حال الولي -حبيب بن مظاهر-رضوان الله عليه وكل الذين كانوا معه ،حيث أن بعضهم قد تجاوز عمره الستين سنة وهو يبحث عن -الشهادة في سبيل الله- بل ما لحظناه في السنوات الأخيرة من تسابق الناس على هذا الطريق ، بل السائرون في سبيل الحق تراهم يتوسلون إلى الله تبارك وتعالى بأن يرزقهم هذه الطريقة للموت، بل تستبشر عوائلهم عند حصولها لهم، وهذا هو النجاح الابدي .
٤- هذا الشعار يحتوي على رسالتين :
أ- رسالة إلى الأعداء ،مفادها” عدم اللين ، وعدم الرضوخ، وعدم القبول بأفعالهم ، وعدم الاهتمام بمكانتهم وقوتهم وعددهم وسلاحهم ، لأننا مع الحق وقادتنا شهداء ” وهذه الرسالة تحذيرية للعدو
ب- رسالة الجماهير المؤمنة ، مفادها ” ان هذا الطريق قد سلكه قبلكم أئمة وانبياء وسادات القوم بل كل الصالحين ،اي ان هذا الطريق المؤنس فيه تلك الفئات المؤمنة ” وهذه الرسالة تحفيزية لنا .
فنسأل الله أن يجعل وفاتنا في سبيله وتحت راية نبيه مع إمامه عليه السلام
وسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ورحمة الله وبركاته.