د.أمل الأسدي||
منذ ثلاثة أيام وتعج وسائل التواصل الاجتماعي بحادثة تلك المرأة ، الحادثة الإجرامية العجيبة، فقد رفضها المجتمع بكل أصنافه وفئاته العمرية وعلی مختلف توجهاتهم؛ وفي قبالة ذلك انتشر منشور آخر يقارن بين هذه المرأة وامرأة أخری مصرية، ليبين عن طريقِ قصةٍ جرمَ هذه المرأة العراقية ، وتميز تلك المصرية وإيثارها وصلاح تربيتها، وهنا يكون الاجحاف وسوء التقدير وذلك لأمور عديدة منها:
١- هذه المرأة السيئة هي حالة واحدة ولايشكِّل فعلها ظاهرة منتشرة في مجتمعنا.
٢- لايخلو أي مجتمع أو اي شعب من الشعوب من الحالات السلبية الشاذة.
٣- لاتمثل هذه الحالة الشاذة هوية المرأة العراقية!!
فالمرأة العراقية هي تلك النخلة الصابرة المضحية، أم الشهداء،وأم الأبطال وأم القادة، المرأة التي تقدم أولادها دفاعا عن الوطن والعقيدة،
ولايخلو بيت من بيوتنا من أنموذج سماوي معجزاتي من هولاءالنسوة الزينبيات،وهذا الأنموذج الإيجابي الذي يشكل ظاهرة عامة هو الذي يمثل هوية المرأة العراقية.
٤- علی مدی ثلاثة عقود كانت المرأة العراقية أنموذجا مشرفا صامدا صلبا، علی الرغم من الظلم والجور والجوع لم تنحرف ولم تتذمر ولم تشكُ ولم تخن،وقد كانت عنصرا فاعلا تتناصف المسؤولية مع رب الأسرة، فتعمل في منزلها أعمالا يدوية كثيرة كالتطريز وخياطة العباءات وخياطة الملابس وغيرها من الأعمال التي كانت سائدة في تلك الفترة.
٥- لو تعرض أي مجتمع لما تعرض له المجتمع العراقي لتحلل وتفككت الأسرة، لكننا بخلاف ذلك وجدنا أسرنا متماسكة قوية ومترابطة في الأعم الأغلب وإن كانت هناك حالات، فهي حالات فردية وليست ظاهرة!!
٦- كيف تتم المقارنة بين حالة آنية أي هذه المرأة المطلقة وهي من مواليد (١٩٩٩) وحالة أخری من زمن بعيد ومن بيئة أخری؟ من يسعی للطعن في المرأة العراقية؟لماذا يتم النفخ في هذه الحالات الفردية لتظهر إعلاميا وكأنها ظاهرة منتشرة؟
شيء آخر تعج الروايات المصرية والعربية عموما ،والأعمال الدرامية والسينمائية بنماذج نسوية منحلة من بنات الليل وعاملات المقاهي والموظفات ووو الخ وقد وصلن الی ماوصلن إليه بسبب الجوع والحرمان وضغوط الحياة!!فكيف إذن تتم هذه المقارنة الشوهاء؟
مع جُل احترامنا لكل امرأة ولكل إنسان أينما كان وأينما حل.
٧- إن البلدان العربية تعاني من مشاكل اجتماعية خطيرة أدت الی ارتفاع نسبة الطلاق بشكل ملحوظ فيها، وبحسب احصاءات تتصدر الكويت الدول العربية في نسب الطلاق، وتليها مصر ومن بعدها الأردن ثم قطر ثم لبنان، إذن نحن مازلنا بخير مقارنة بالشعوب الأخری ، فلماذا يُصار الی تزييف الحقائق؟!
٨- لقد اعتدنا علی أمرٍ ألا وهو : حين يتم تسليط الضوء علی بعض الحالات السلبية ونفخها إعلاميا ، يعني أن هناك ثمة أمر يراد تمريره،فمثلا حادثة المرأة المنتحرة قبل أشهر ، تم استغلالها اعلاميا من أجل تمرير قانون العنف الأسري ، وكما بيّن المختصون هو ليس قانونا؛بل هو نص أشبه بالقانون يسعی الی تفكيك الأسرة العراقية، وبتفكيكها تنجح القوی المعادية بتفكيك المجتمع العراقي والإطاحة به، وماتصدير الحالات الفردية السلبية إلا وسيلة لتمرير أشياء أخری!!
وأخير يا أحبة، لايوجد مثل الأم العراقية ، الجميلة المخلصة المحبَّة لأسرتها، فهي امرأة تجمع بين القوة والعاطفة، فقد تعلمت من السيدة زينب الكثير!!
ولايوجد أجمل من تعبير الأم العراقية حين تری ابنها أو ابنتها يتعرض لسوء فتقول: اسم الله يمة
فألف تحية لها ، وألف شكر لها ؛ لأنها أم الأبطال، أم الحشد ،أم الشهداء.