جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف مناورات TOS1:الزمان، المكان، الفواعل، المفاعيل ، والآفاق

مناورات TOS1:الزمان، المكان، الفواعل، المفاعيل ، والآفاق

حجم الخط

 


ضحى الخالدي||

أعلن فصيل أصحاب الكهف – أحد فصائل المقاومة المستحدثة بعد إستشهاد قادة النصر- يوم 27/10/2020 عن قيام تشكيلاته من القوة الصاروخية بإجراء مناورات بالذخيرة الحية قرب مقتربات الموصل؛ بعيارات مختلفة و أنواع لم تدخل الخدمة في الوقت السابق في إشارة إلى منظومة ال TSO (توسوتشكا) الروسية التي أشار إليها بيان الفصيل بأنها تكسر تهديد القوة الصاروخية الأميركية و سلاح الهيمارس HIMARS على وجه التحديد.
مما لا شك فيه أن المنطقة تغلي فوق أتون قد ينفجر في أية لحظة و بعد رشقات متتالية من صواريخ الكاتيوشا و من ثم إطلاق بعض الصواريخ الأكثر تطوراً على القواعد الأميركية و إستهداف الأرتال العسكرية الأميركية هنا و هناك؛ يأتي الإعلان عن هذه المناورات بهذا السلاح الجديد على فصائل المقاومة تحديداً -قديمها و جديدها- إيذاناً بالمرحلة التالية من تمظهر المقاومة ضد الإحتلال الاميركي في جلبابها الجديد و الكشف التدريجي عن أسلحتها الاكثر تطوراً ليَشي بأن الأوان قد آن لتبيِّن هذه الفصائل جزءاً من الإمكانيات التي تمتلكها كجزء من الحرب النفسية, و إعلاناً عن القدرة على المواجهة الندِّية.
لماذا إجراء هذه المناورات قرب مقتربات الموصل؟ و كيف تمكنت هذه المجموهة التي يفترّض أنها سرية أن تتمتع بهذا القدر من الأمن و الحرية في إقامة مناوراتها دون أي رد فعل أو مساءلة على الأقل من الجانب الحكومي الذي إلتزم بملاحقة المهاجمين للمصالح الاميركية؟
الموصل القريبة من قاعدة حرير في أربيل و قاعدة عين الأسد في الأنبار و كذلك القريبة من العديد من المعسكرات الأميركية شمال العراق حيث أعادت القوات الاميركية تموضعها في بيئات مرحِّبة بعيداً عن النفور الفراتي و الجنوبي من تواجد هذه القوات.
الموصل القريبة من سنجار!!
رسائل الزمان و المكان و الفواعل و المفاعيل تترا
يرى موقع الجيش العربي Arab Army في تقرير نشره عام 2016 أن هذا السلاح TSO1 تم إستخدامه لأول مرة في العراق في معارك تحرير جرف النصر – جرف الصخر- من تنظيم داعش الإرهابي تشرين الأول/ أكتوبر 2014, فيما ينفي ذوو الشأن ذلك باعتبار أن الجيش العراقي هو من يمتلك بضعة قطع من هذا السلاح شوهدت نهاية العام 2015 في معارك تحريربيجي, و أستخدمت في معارك تحرير الفلوجة من قبل الجيش العراقي رغم الحظر الأميركي على إستخدام هذه المنظومة و دبابات T90 حفاظاً على التوازن العسكري و التسليحي الذي يجب أن يميل لصالح الكفة الأميركية دولياً, و الإسرائيلية إقليمياً.
إلا أن شيئاً ما قد أخل بهذا التوازن, و بكل أعمدة توازن الردع التي تصدعت منذ خرق قواعد الإشتباك بين المحورين بإغتيال قادة النصر في جريمة مطار بغداد النكراء.
لم تعد هناك قواعد, أو أحكام سوى قواعد اللعب بمهارة على عامل الوقت الذي يأتي سانحاً بإنتهاء صلاحية حظر الأسلحة التقليدية المفروض على إيران, و إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية الأميركية.
فمن أين و متى و كيف حصلت فصائل المقاومة على هذا السلاح؟ من روسيا الإتحادية التي تجيد اللعب تحت الطاولة؟ من الجمهورية الإسلامية في إيران التي تتفنَّن في إختراق الحجب؟ من سوريا القريبة إلى الموصل؟ على إعتبار أن الجيش العربي السوري إستخدم منظومة TOS-1A في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015 في معارك ريف حماة, و من ثم في جبهات اللاذقية و تدمر.
لماذا وضع أصحاب الكهف منظومة TOS في تحدٍّ أمام منظومة HIMARS الأميركية حسب بيان الفصيل المقاوم ؟
تمثل المنظومتان إنموذجاً للتنافس في هذا النوع من الأسلحة البرية.
TOS1 المنظومة الروسية هي عبارة عن راجمة صواريخ متعددة الفوهات تصل إلى 30 أنبوباً لإطلاق الصواريخ الحرارية و الذخائر الحارقة 220 ملم بمدى يزيد عن 3.22 كيلومتر بقليل؛ منصوبة على هيكل دبابة T72. صممت لغرض تدمير المواقع المحصنة و تجمعات المشاة والمدرعات الخفيفة و السيارات المعادية, و أستخدمت لأول مرة من قبل الجيش السوفييتي عام 1988-1989 في أفغانستان, و عُرِضت أول مرة عام 1999 بعد أن تم تطويرها بشكل سري و طرحت النسخة الأحدث TSO-1A عام 2001 بمدى ناري يصل إلى 6 كيلومتر و بعدد صواريخ أقل 24 صاروخاً مصحوبة بعربة تذخير نوع TZM-T منصوبة على هيكل شاحنة و مزودة برافعة لإعادة التذخير, و هي لا تستخدم ضمن وحدات المدفعية للجيش الروسي بل ضمن وحدات NBC defence الخاصة بالحماية من تأثيرات الأسلحة النووية و الكيميائية و البايولوجية.
جميع الصواريخ يمكن إطلاقها خلال فترة 6-12 ثانية, و تحمل المنظومة نظام سيطرة على النيران و مزودة بكومبيوتر باليستي و محدد مدى ليزري و نظام ملاحة و منصات إطلاق قنابل دخان, و يتألف الطاقم من 3 أفراد ببنادقهم و قاذفاتهم و قنابلهم اليدوية.
يبلغ وزن العربة القتالية 45.3 طن بمدى ناري للنسخة TOS-1 بين 500-3500 متر, و للنسخة TOS-1A بين 500-6000 متر, و بسرعة قصوى 60 كيلومتر / الساعة بقدرة 840 حصاناً.
الدول المشغلة:
روسيا الإتحادية, أذربيجان, سوريا, كازاخستان, و العراق
فيما يبلغ وزن HIMARS الأميركية 11 طن بسرعة 85 كيلومتر / الساعة بقدرة 260 حصاناً و ينتجها مصنع شتاير النمساوي.
تستطيع كلا المنظومتين قطع 500 كيلومتر دون التزود بالطاقة؛ لكن المنظومة الروسية قادرة على التنقل بسهولة فوق الرمال المتحركة أو الثلوج المتساقطة و تتحرك فوق الطرق التي فيها حفر بعمق متر واحد, فيما تستطيع المنظومة الأميركية التنقل على الطرق الأوروبية و تجتاز المطبات و العشب المتكتل, و تعلق في السهول الفيضية المستنقعية.
لا يمكن إنكار أن كلتا المنظومتين أثبتت فعاليتهما في القتال, لكن النقطة المهمة هي في توازن الردع الجديد و قواعد الإشتباك الجديدة.
و قد ظهرت منظومة TOS-2 في الساحة الحمراء موسكو في 24 حزيران – يونيو 2020 أثناء الإحتفال بمرور 75 عاماً على النصر في الحرب العالمية الثانية؛ كنظام بديل متطور ل TOS1 , و يبلغ مدى النسخة الجديدة أكثر من 10 كيلومترات , و يمكن للعربة أن تسير أكثر من 483 كيلومتر بخزان وقود واحد.
اليوم نطوي مرحلةً مضت و نقف على أعتاب مرحلة أخرى تؤذن بجيل جديد من السلاح و أساليب المواجهة, و بعقيدة أشد مضاءً و أعمق رسوخاً.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال