جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف دول الخليج وميناء الفاو تحدي لم ينتهي بعد ..!

دول الخليج وميناء الفاو تحدي لم ينتهي بعد ..!

حجم الخط

 


د.علي الطويل||

منذ اللحظات الاولى لقرار العراق ببناء ميناء الفاو ليكون منفذ العراق الكبير على الخليج ، ويكون متنفس العراق التجاري مع دول العالم ، بدات معها مؤامرات بعض دول الخليح العربية لابطال العمل في هذا الميناء وبكل الوسائل الممكنة ،المشروعة وغير المشروعة ، ولو استعرضنا تلك المحاولات لوجدنا انها مليئة بكل اساليب الخسة والمكر ، فبعد مساع طويله وخطوات متعددة من المؤامرات كان اخيرها وليس اخرها ، عملية اغتيال مدير عمليات الشركة الكورية العاملة في الميناء .

ولم تنتهي القصة عند هذا الحد فهؤلاء لم تكن مصالحهم هي الدافع الوحيد لهذه المؤامرات ، وانما حقدهم على العراق والمشاركة في الخطط الامريكية التي تريد الحؤول دون انطلاق طريق الحرير ومحاصرة التنين الاقتصادي الصيني الواعد ، اذ يرى ان ممرا عبر العراق الى اوربا من شانه ان يختصر الاف الاميال عبر مسارات بحرية طويلة ، مما يعني توفير مليارات الدولارات التي تنفق على النقل في هذه الطرق بحرية .

ولم تكن الكويت وحدها شريكة في تلك المؤامرات بل ان الامارات العربية قد عملت على ذلك ايضا، اذ كان لها مساع كبيرة ودفعت رشا كثيرة، وذلك لان ميناء الفاو عند اكتماله سيكون بديلا تجاريا ومنافسا كبيرا لميناء جبل علي الاماراتي ، كما ان مساعيها تلك تدخل ضمن الحقد الدفين ومساهمة بالغة في الاسائة للعراق وهي جزء من مؤامرات متعددة تقوم بها هذه الدولة في اجرءات عدائية ضد العراق وشعبه .
واخيرا اتضحت الامور بشكل جلي ،( العراق يسحب العمل في بناء ميناء الفاو من شركة دايوو الكورية الجنوبية ، والشركة تقول ان لها شروط مقابل استمرار العمل وهي زيادة مدة العقد وطلب مبالغ اضافية) ، ومهما يكن من امر وسواء العراق سحب رخصة اكمال الميناء ، او ان الشركة هي التي تتحجج لغرض ترك العمل ، فان ذلك غير بعيد عن مؤامرات الخليجيين للسعي لعدم اكتمال بناء الميناء ، وقضية ميناء الفاو اصبحت قضية تحدي لكل الحكومات التي تعاقبت على العراق منذ سقوط النظام والى يومنا هذا .

وكذلك بالنسبة لدول الخليج وخاصة الكويت والامارات فان ميناء الفاو في حال اكتمال بنائه بالنسبة لهاتين الدولتين يعني فقدانهم لمليارات الدولارات التي ترفد خرينة هاتين الدولتي سنويا ، فالكويت عولت كثيرا على بناء ميناء مبارك والربط السككي مع العراق ليكون بديلا لميناء الفاو ، وقد سعت بكل السبل وجندت سياسيين عراقيين ونوابا بالبرلمان وموظفين عراقيين وقدمت الرشا الكثيرة لايقاف العمل بهذا الميناء ، ولكن الاعتراضات الكبيرة والاصوات العالية للراي العام العراقي افشلت مساعيهم الى هذه اللحظة ، وهذا لايعني انها توقفت او اصابها الياس من ذلك ، وانما سوف يستمر سعيها لكي تحقق مبتغاها وبكل السبل الممكنة ، وقد لايكون انسحاب الشركة الكورية من العمل الا جزء من هذا السعي الحثيث لابطال العمل في ميناء الفاو .
وما على الحكومة العراقية ولكي تكون حريصة على مصالح شعبها وعدم فقدانها لمصداقيتها الا ان تستمر بالعمل على انجاز هذا الميناء ومهما كلف الامر .لان شان ذلك ان يرتقي بالتجارة العراقية مع الدول الخارجية الى مراحل متقدمة، وكذلك زيادة ايرادات الخزينة العراقية جراء مرور البضائع الاجنيبة عبر الاراضي العراقية ، وعلى الراي العام العراقي ان يستمر بالضغط على الحكومات المتعاقبة لكي لاتخضع للضغوط وان لاتتخلى او تتراجع عن اكمال هذا المشروع الحيوي الذي لو اكتمل لدخل العراق في مرحلة من الانتعاش الاقتصادي غير مسبوقة .
5/11/2020

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال