جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


رافت الياسر ||

لم نخفِ فرحنا برفع خيم الفتنة من ساحات الإعتصام وبما شكلته تلك الخيم من ورقة ضغط و إبتزاز سياسي قذر طيلة عام من عمر العراق العليل.
لكن لفت نظري تعلّق مجموعة من الشباب بساحة التحرير و خيمها العفنة وما حوته من بؤس و إنحلال ومع ذلك تعاطفت معهم.
وسط تلك العبودية الجماهيرية يوجد نبض فتية يعشقون العراق حقاً وينظرون لتشرين كفرصة حالمة لتصحيح الوضع و تصويب بوصلة بلادهم.
كانت دموعهم حقيقية و بقيت أرواحهم تطوف حول الساحة وحاولوا العودة لها بشتّى الطرق عبر مسيرات إستذكار الشهداء وغيرها.
لم تعد مسألة المؤامرة مجرّد إتهام بعد إعتراف عرابو تشرين بإنّ أموالاً خليجية و ضغوطاً سياسية ونفوذاً مخابراتياً تواجد في الساحة
ومع ذلك فإنّ عدداً قليلاً جداً جداً ممن رابطوا تلك الأشهر هم ضحية لتلك المؤامرة و لم يكونوا عناصر فاعلة فيها.
هؤلاء الفتية الحالمون و العاشقون للعراق الذين أُتهموا بإنّهم مُندسين عندما رفضوا الإنصياع للمندسين الحقيقين أصبحوا كبش فداء ومجرد عتبة لوصول الأبواق للسلطة.
تفاجئ المساكين هؤلاء عندما جاء أمر الإنسحاب وهم مذهولون حقاً وصدقاً!
من الذي أصدر قرار رفع الخيم؟
ولماذا؟
وما الذي تحقق لكي ترفع الخيم؟
أين سجاد العراقي؟
اين ثأر هشام الهاشمي؟
أين ذاك الذي يصيح ” ما نتركها التحرير إلّا جنازة”؟
أين المطالب و دماء الشهداء؟
لماذا لم يؤخذ رأي المرابطين بالساحة طيلة أشهر الفتنة بقرار رفع الخيم؟
المندسون الحقيقون قضوا تماماً على حلم التغيير بالجماهير فالأغلبية الصامتة الآن خائفة من تكرار المشهد الذي سانده أغلب الشعب وحتى المرجعية و القوى المريخية.
خائفة من تكرار الوثبة و سحل جثة القائد وسام العلياوي و أخيه
خائفة من قطع الطرق و فرض حظر الدوام
خائفة من مشهد ضرب شرطي المرور او حرق المدرسة و إهانة مديرها.
خائفة من حالات الانحلال الاخلاقي و الشذوذ الجنسي في خيم الاعتصام.
فكما تحوّلت عبارة الاسلام السياسي الى سُبّة وشتيمة أحياناً كذلك عبارات الوطن و الثورة و الخدمات هي الأخرى أصبحت تقتل الروح و تسوِّد القلب.
المندسون الحقيقون شوهوا كل شيء قبل وبعد وصولهم للسلطة.
و نحن من يتحمل المسؤولية طبعاً فقد نادت المرجعية مراراً الشعب بإنّ ينزل ويخرج الأدوات من الساحات لكن الأغلبية الصامتة الخائفة تركت المسار الجماهيري عرضة للنهب بأيدي سماسرة منظمات المجتمع الأمريكية و منسقو الاحزاب بالساحات و الاجندات المخابراتية.
يحتاج العراق لفترة طويلة لكي يخرج من صدمة فتنة تشرين حتى يعود مرّة أخرى ويزلزل عروش الفاسدين كما حدث في 25/10 .
ربح العراق ثلة من الوطنيين الحقيقيين و الملوثين طبعاً بالأفكار التي زرعها في عقوقهم المندسون الحقيقون ولكن مع ذلك بدأوا يعون أنّهم خُدعوا وتم التلاعب بهم وبدأوا ينكلون بالنواشيط الذين ساقوهم لمقصلة الفوضى وثم تخلّوا عنهم.

التصنيفات:
تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال