جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف نصيحة اليوم ببلاش غدا بفلوس..!

نصيحة اليوم ببلاش غدا بفلوس..!

حجم الخط

 


عمار محمد طيب العراقي||

يتصور كثير من القراء والمتابعين، بل وحتى المنخرطين بالحقل السياسي، أن المهمة الأساسية للكاتب هي أسداء النصائح، وأن على الكاتب أن يكون وقورا، وأن يرتدي دوما ربطة عنق!
هكذا تبدو الصورة؛ وهي واقعية الى حد ما، فالنصيحة مسلك تعوده الشرقيين والعرب منهم خصوصا، ولذلك فإن تراثنا يزخر ملايين النصائح؛ التي قلما نجد أحدا يأخذ بها، لكننا لا نمل من كيلها كلما وجدنا “منفسا” لإستعراض ما حفظنا من نصائح، مع أننا جميعا متأكدين؛ أن نصائحنا تذهب دوما أدراج الرياح، لأن الذين قبلنا نصحونا مثلما ننصح نحن الآن، ولكننا لم نأخذ بنصائحهم، فضلا عن أنه ليس متوقعا أن يؤخذ بنصائحنا!
قيل في الأمثال:”أن كل معلم كسبان إلا معلم الرجال فإنه خسران”، لكني ولأمر في نفس يعقوب؛ يغلي في داخلي كما القدر يغلي على النار، أمارس “فضيلة” النصيحة مع الساسة إبراءا للذمة، وتسويدا لبياض مساحة مقالي هذا..يبدو أن الكتابة صارت عندي هدفا بقدر ما هي غاية..ويعقوب ليس النبي بالتأكيد!
لذلك أقول للسياسي الذي “إمتهن ” السياسة، وليس لذاك الذي إحترفها، أقول له: إذا كنت تبغي أن تكون سياسيا حقيقيا وليس “نصف ردن”، فيجب أن تتحلى بكم هائل من الواقعية، إذ يتعين أن يكون لطموحاتك سقف واقعي، فلا تتوقع مثلا أن تحلب ثورا، أو أن تثمر لك نبتة الشوك تفاحا!
حاول “أغاتي” أن تعرف أصل الأشياء وماضيها، وأمها وابيها، كي لا يصدمك مستقبل التعامل معها!..وعندما تدخل “يا تاج الراس” في خصام مع أحدهم.. لا تشتم والدته..فأسوأ الأمهات في العالم لا تستحق الشتم، وهذا لا يعني أنني أدعوك لشتم والد خصمك طبعاً..!
بمعنى أدق وأكثر وضوحا، ايها السياسي “المبجل”، يجب عليك ان لا تستخف بالعقائد والأيدولوجيات، التي يعتنقها ويروج لها غيرك من السياسيين الآخرين، فالناس يحبون عقائدهم وأيدولوجياتهم كحبهم لـ”خليلاتهم”، وما من عقيدة إلا وبها مثالب ومنها “خليلتك”، عفوا عقيدتك أنت!
لذلك ايها السياسي “ابو لسانين”، أيضا حاول أن تجرب “حاسة” الصمت، أو على الأقل قلل أو قنن كلماتك عندما تغضب، وحاول أن تسيطر على الرذاذ المتطاير من فمك، ولا تجعل لسانك هو الذي يسيطر عليك..فأغلب الكلمات التي تُقال في لحظات الغضب؛ هي بالمحصلة كلمات غبيّة “تودي بهبية”!
ايها السياسي “الأنيق النبيل” الذي يرتدي بدلة كحلية، بقميص ذو ياقة بيضاء منشأة، لا تكن فاجراً في خصومتك، فالنبلاء ينصفون حتى أعداءهم؛ ومع هذا كن صريحا في تصريحاتك السياسية، ولكن انتبه! لا تقطع الخيط الرفيع بين الصراحة والوقاحة..
أيها السياسي الذكي او “المتذاكي”؛ بعض الناس وبغباء إحترافي يتباهون بأخطائهم! فإيّاك ثم إياك أن تتباهى بأخطائك أو تعتز بآثامك أو أن تفلسفها، فهي أخطاء وآثام ولن تكون غير ذلك!..
أيها السياسي”الشريف”، في موضوع الشرف فإنه ليس في الجسد فقط، كما هو شائع في عقيدة السذج والبسطاء! الشرف في الكلمات والوعد والعمل، وليس أواعدك بالوعد وأسقيك ياكمون!، لذلك لا تكن شريفاً في أمر ما، وأقل شرفاً في أمر آخر! أي بمعنى أوضح، كن شريفا في ألأقول والأفعال و… وكن شريفا في الأموال أيضا “مو ترهول عليهن” ..
إذا أستطعت! ـ ولو أني أستبعد ذلك منك ـ كن شريفاً في كل أمور حياتك..وحتى إذا كان جيبك ممتلئا، عليك أن تؤمن بشيء ما، يجب ان يكون نقيا كقلب مراهقة، فالذين لا يؤمنون بشيءـ سيتصرفون بما في جيوبهم بعقول خاوية…
أخيرا وليس آخرا، تذكّر أن أسهل الأغصان كسرًا هي الأغصان الصلبة ..!
شكرا
21/11/2020

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال