جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


الشيخ خيرالدين الهادي الشبكي||

تؤكد الاشارات والدلالات الانسانية فضلا عن الاسلامية على أن الانسان يولد حراً أبياً, وهذا يناسب الفطرة السوية التي خلق الله تعالى الناس عليها وجعلها متاحة للجميع إلا من أبى أن يعيش حراً أبياً وارتضى لنفسه أن يكون خانعا خاضعاً, والمهم في الامر أن الانسان الذي فقد براءة العزة وشموخ الاباء ليس له أن يكون مأموناً على متعلقات الناس وخصوصياتهم سيما التي تخص كرامتهم وثوابتهم التي تشكل جزءا من وجودهم وعزتهم وارتقاءهم.
أن التجربة التي أفرزتها الدورات البرلمانية المتعددة أكدت أن عموم النواب فضلا عن الوزراء؛ بل وحتى السادة الذين تولواْ رئاسة الحكم كانوا عبيداً لغيرهم, فعمدوا إلى ارضاء الساسة الذين كانوا يوجهونهم ويمنعونهم عن كل خير يمكن أن يشرعوه أو يقدموه لأبنائهم أو لأخوتهم الذين تحدواْ الصعاب وتحملوا المسؤولية ليصلوا إلى صناديق الاقتراع ويصوتوا لهؤلاء السياسيين الذين فقدوا شرف المهنية في التعامل مع حقوقهم فضاعت بين السرقات والارادات الداخلية أو الخارجية, وظهرت هذه الآثار السلبية بشكل واضح على الساحة العراقية خاصة إذا أنعمنا النظر في الواقع الخدمي والتطور العمراني والسياحي في بعض المحافظات حلى حساب البعض الآخر فضلا عما تميزت بها مخصصات الاقليم ووارداتها التي استحقتها عنوة إثر تخاذل القيادات التي تمثل باقي المحافظات.
إن الصحوة الأخيرة لعموم السياسيين في البرلمان في مسألة الاقتراض الثاني والاتفاق على صرفها في وجوه معينة ومحددة كانت ناجحة وإن شابها بعض المؤشرات التي يمكن أن نعتبرها من مجاري الفساد أيضاً, ولكن الاصرار على ضرورة أن تكون الارادات العراقية بيد الحكومة المركزية كشرط أساسي لإيصال المستحقات إلى جميع أبناء العراق بما في ذلك المحافظات المنتظمة بإقليم هذا مؤشر جيد ومناسب لطموح أبناء الوطن عموماً, ويمكن أن يكون سبباً لكبح جموح المارقين الذين أسرفوا في السنوات السابقة باستغلال مختلف الواردات العراقية وعدم تسليمها إلى الحكومة الاتحادية وصرفها في وجوه الانفاق الحزبي حتى أثاروا حفيظة أبناء الاقليم قبل غيرهم؛ باعتبارهم يعيشون حالة الترف والفساد الذي قاده قيادات الاحزاب المتسلطة خلال السنوات السابقة دون أن يكترثوا للحكومات التي كانت خانعة لإرادات الاحزاب الفاشية والتي تسببت بهدر العراق عبر بوابة السياسات المحكومة بالإرادة الامريكية والتي كانت تعمل على جعل بعض العراق عقبة عاصية على العراق وفرض سياسة التحيز والتميز مما جعل من الفرقاء والشركاء عوامل لهدم المحافظات المنتجة وسلبها حقوقها.
ولابد من الاشادة بعد الانتصار الأخير ببعض القيادات السياسية التي أحكمت قوتها لكسب الموقف لصالح المحرومين على الرغم من معارضة بعض القوى السياسية الذين كانوا يتوقعون أن الكرة لا تزال بأيدهم لسوقها إلى مرماهم الخاوي, ومن المناسب أيضاً أن نشير إلى أن ما اتفق عليه الساسة في هذه الجولة الأخيرة هو استحقاق طبيعي لعامة الشعب تعلق في أعناقهم وليس فضلا منهم على أحدٍ, بغض النظر عما إذا كانت صحوتهم صحوة ضمير أو دعاية انتخابية قبل وقتها.

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال