جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

 


أمل هاني الياسري||

السنوات تمضي والواقع لا يتغير إلا بفعل أنفسنا، وإذا اكتفينا بالشعارات والتمنيات، فلن يكون هناك بناء حقيقي للبلد، والمعادلة الجديدة في عالم اليوم، بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بفوز المرشح الديمقراطي (جو بايدن)، على حساب الرئيس الجمهوري (دونالد ترامب)، تعني أننا لا نريد أصواتاً على حساب الأبرياء وبث الكراهية، فالمتنافسان (جو أو دو) لا يعنيان شيئاً، سوى الخراب والتآمر أكثر فأكثر ضد العراق.
لا تأريخ يضاهي تأريخ أمريكا الدموي بحق العراقيين، وجرائمهم لا تُغتفر ضد الأبرياء، لعقود طويلة من ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن، وما يطرحانه من أولويات حول الديمقراطية وبناء الإنسان، مجرد خرافة كخرافتهم المتطرفة التي عاثت في العراق فساداً، والحقيقة أن شعبهم الأمريكي، هو أول الشعوب المقهورة مهدورة الكرامة، فكيف بالعراقيين وقد أذقناهم مر الهزيمة على يد غيارى الحشد الشعبي، وأخرجنا لحاهم العفنة (الدواعش) من أرضنا الطاهرة.
السياسة التي يريدها العراقيون من (جو) أو (دو) في العراق، بعد عام ( 2020 م) المليء بالتحديات والويلات، يجب أن تكون أفعال حقيقية تترجم على أرض الواقع، وليست نظريات أو وعود كاذبة لحملة إنتخابية يائسة، والحلم الحقيقي الذي يراود الجماهير العراقية، هو أن نتحرر من الوصاية الأمريكية، فنحن أيضاً سنشهد إنتخابات قادمة، ومن المفترض إمتلاك زمام أمرها ونتائجها، وإلا فرقعة الشطرنج الأمريكية لا تنفعنا في شيء مطلقاً.
ما يجب أن يفهمه الساسة العراقيون، الذين يتمنون الفوز في الإنتخابات المقبلة (2021) إن تأكد إجرائها، هو أن التأريخ لا تصنعه الصدفة، حتى وإن كان الرئيس(جو أو دو) رئيساً لبلاد (الشيطان الأكبر)، كما أن الشعب قد يصمت، لكنه لا ينسى مَنْ يخطئ بحقه، وعليهم أن يتذكروا بأن حجم مساحة الألم العراقي كبيرة جداً؛ بسبب سياسات هذا الشيطان وأذياله، لذا يجب رفض كل مشاريعهم المجزأة والمجتزأة بحق العراق وشعبه.
لابد من أن يفهم الرئيس الأمريكي القادم (جو بايدن)، أن العراق جسر للتلاقي في المنطقة، وليس نقطة للتضارب، والتصفية، والقطعية، وأن له دور في بناء السلم العالمي، بوقت يزخر بزحام هائل من الأحداث، والتحولات على المستوى الوطني، والعربي، والأقليمي، والدولي، وأن شعوب العالم تتجه نحو الحرية والعدالة، وعليه فسياسة أمريكا الأزدواجية، لم تغب عن عقولنا؛ لأنها تشيع الفوضى في كل زواية من زوايا منطقتنا.
أمريكا مع عملائها، هي مَنْ تدير أزمات المنطقة، وترعى الإرهاب والتطرف، وخرابها يطال الأخضر واليابس، لكنه من المفترض أن يكون موقفنا في العراق واضحاً، فنرفض الغطرسة الأمريكية، وحماقات الرئيس الأمريكي كائناً مَنْ يكون، وإذا كان الجمهوريون بقيادة ترامب، فعلوا ما فعلوا بوطننا منذ أربع سنوات، فما تزال لدى الديمقراطيين فرصة للإجابة، بحال فوزهم للسنوات الأربع القادمة. فالعراق على قمة أولوياتنا.
ــــــ

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال