جاري تحميل ... مدونة المرجل

الاخبار

إعلان في أعلي التدوينة

الصفحة الرئيسية غير مصنف لاتنجح مشاريع الحكومة الا بدعم اصحاب ( الخمسة آلاف)

لاتنجح مشاريع الحكومة الا بدعم اصحاب ( الخمسة آلاف)

حجم الخط

 


عباس عبود سالم||

خمسة الآف دينار هي كل ماتبقى من ممتلكات صديقي وهو شخصية مرموقة لها وزنها و لا غرابة اذا اكتشفت ان محفظة رجل مرموق آخر لم يتبقى من محتوياتها سوى ورقة من فئة ال25 الف..وهو بانتظار صرف الراتب الذي تاخر عن موعده ..
يبدو ان علامات التراجع المعيشي للطبقة الوسطى قد اخذت بالظهور مجددا مع تراجع الدولة عن التزاماتها في دفع رواتب موظفيها التي تاخرت عن موعدها ونسبت في انجماد الحياة العراقية الصاخبة …
هذه العلامات المقلقة تعيدني الى تسعينات القرن الماضي مع اكبر عملية بيع معكوسة عاشها العراق يوم تحول صاغة الذهب الى الشراء اكثر من البيع، ويوم تشكلت اسواق ومحلات متخصصة لشراء الاثاث والاجهزة المنزلية لا لبيعها، والامر وصل الى حد شراء الابواب والشبابيك التي يبيعها العراقي الذي اختار ان يبقى بلا باب او شباك كي يشتري ما يعينه على البقاء على قيد الحياة …
يومها اشتركت اكثر من جهه في جريمة قتل وتجويع (الطبقة الوسطى العراقية ) والمقصود الموظفين اصحاب الرواتب والذين هبطت مستوياتهم مع هبوط مستوى الدينار العراقي الذي انتقل من خانة ال (300 فلس) للدولار الى (3000 دينار) للدولار ..
بعد 2003 عادت الطبقة الوسطى الى الوجود مع انتعاش الحالة المعيشية ورغم ارتفاع تكاليف المعيشة والسكن في العراق ورغم التشكل العشوائي لهذه الطبقة لكن الامور كانت افضل من السابق ..
وهنا انقسم اصحاب الرواتب الى ثلاثة اقسام
الاول مخلص في عمله ملتزم في واجباته يثق بالدولة ويعتمد بشكل كلي على الراتب الشهري وهم اكثرية الموظفين والمثال على هذه الفئة صديقي صاحب الخمسة آلاف دينار.
الثاني موظف يعتمد على موقعه الحكومي في الحصول على مكاسب مالية (بالفهلوة والشطارة) وتكوين ثروة من خلال عقد الصفقات وتمشية المعاملات وابتزاز الناس وهذه الفئة قليلة لكنها للاسف اليوم تحضى باحترام المجتمع لانها اكثر فاعلية وحركة بين الناس واقل التزام بالقوانين واقل احترام للدولة.
الثالث وهم الذين يعملون في وظيفة اخرى بعد الدوام و ينقسمون الى اقسام عدة منهم اصحاب مشاريع ومنهم سواق تاكسي ومنهم عمال ومنهم يدخلون في خانة تضارب المصالح، وهم اقلية فاعلة تتكاثر كل يوم مع تنوع المشاريع والافكار الحكومية التي يفهم منها انها اعادة اغتيال للطبقة الوسطى !!
لهذا على خبراء الاقتصاد ومستشاري الحكومة الانتباه قبل القيام باي اجراء يعزز الفجوة النفسية ويضعف الثقة بين الحكومة وموظفيها…
على الحكومة دعم الشريحة الاولى اصحاب الخمسة آلاف لانهم الركيزة الموثوقة لبناء الوطن

تعديل المشاركة
Reactions:
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إعلان أسفل المقال